فيما تزايدت أعداد قتلى المرتزقة السوريين في معارك طرابلس، تواصل تركيا إرسال مرتزقتها من الفصائل السورية الموالية لها، للحرب في ليبيا، حيث أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن دفعة جديدة مؤلفة من 150 عنصرا على الأقل من فصيل فرقة السلطان مراد، انطلقت خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، من مركز مدينة عفرين وتوجهت بواسطة باصات نقل تركية إلى الحدود.
كما انطلقت مجموعات أخرى من المرتزقة تضم العشرات من مدينتي جرابلس والباب إلى نقطة التجمع في منطقة حوار كلس. حيث وصل نحو 300 عنصر من فصائل السلطان مراد ولواء صقور الشمال وفيلق الشام إلى ليبيا يوم أمس الجمعة.
وبذلك، ترتفع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن إلى نحو 5050 مرتزقا، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1950 مجندا.
فيما تأتي عملية استمرار إرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا في ظل الخسائر البشرية الكبيرة في صفوفهم جراء المعارك مع قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على محاور متفرقة من الأراضي الليبية، إذ وثق المرصد السوري مقتل 17 مقاتلاً خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، وبذلك، بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 182 مقاتلا.
يذكر أن القتلى ينتمون إلى فصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا، كما قتل بعضهم على يد مجموعات سلفية موالية لحكومة الوفاق المؤقتة.
وكان المرصد السوري نشر قبل أيام، أن الجانب التركي عمد إلى تخفيض رواتب المقاتلين السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته تركيا وهو 6000 مقاتل.
وفي سياق ذلك، علم المرصد أن استياء كبيرا يسود في أوساط المقاتلين السوريين الذين ذهبوا إلى ليبيا بسبب تخلف تركيا عن الإيفاء بوعودها وسط حالة مزرية يعيشها المرتزقة هناك.
وبحسب مصادر موثوقة، فإن فصيل فرقة السلطان مراد الموالي لتركيا، الذي يُعد أكبر وأقوى فصيل يتبع للاستخبارات التركية، اشتهر بممارسة كافة أنواع الانتهاكات بحق السوريين وغير السوريين الذين يقعون في قبضته، ولم يتوان عن استخدام كافة أنواع التعذيب النفسي والبدني ضد المعتقلين في سجنه سيئ السمعة على الحدود السورية مع تركيا في المنطقة ما بين الجدار التركي العازل والأسلاك الشائكة التي تمثل الحدود التركية الأصلية قبل بناء الجدار.
يُذكر أنّ فصيل السلطان مراد، الجماعة التركمانية المُسلحة الأخطر والأبرز في ريف حلب، تمّ إنشاؤه من مكون أغلبه ينتمي إلى تركمان سوريا، وتُقدّم له الحكومة التركية التمويل والتدريب العسكري والدعم الجوي أيضاً، وشارك في الاحتلال التركي لعفرين وسائر العمليات العسكرية الأخرى التي تأمر بها أنقرة.
وعُرف عن الفصيل التركماني إهاناته وشتائمه المُتكررة للأهالي، فضلاً عن اعتقاله للنشطاء الإعلاميين والمدنيين، ونهب ممتلكات السكان ومُشاركته في عمليات الخطف والسلب.
ودأبت بعض الفصائل السورية المسلحة الموالية لأنقرة على اتخاذ مُسميات تركية لها ذات جذور تاريخية عُثمانية في إطار ولائها لأنقرة، حيث يُعتبر السلطان مراد الرابع أحد أهم وأخطر سلاطين الدولة العثمانية.
وكالات