تتداول الأوساط السورية خلال السنتين الأخيرين تكهّنات حول احتمال دفع ما تسمى المعارضة السورية في الشمال السوري المحتل لقبول إبرام هدنة أو عقد مصالحة وتسويات أمنية مع النظام السوري.
وفي سياق تفريغ المنطقة من كل الشخصيات التي يمكن أن jقف عائقا أمام عمليات التسوية بدأت تركيا بتطبيق خطوات التسوية مع النظام على أرض الواقع من خلال عقد لقاءات واجتماعات مع قادات الفصائل وكذلك صحافيين وناشطين إعلاميين وحقوقيين وبعض الوجهاء وكما نلاحظ إصرار تركي على إنجاز تقارب سريع مع النظام السوري.
وفي هذا الإطار أكدت مصادر عدة لشبكة “هردم نيوم” أن الاستخبارات التركية بدأت بإلقاء القبض على قادات الفصائل الرافضين لعمليات التسوية والمصالحة مع النظام السوري على غرار بقية المناطق السورية والفصائل التي أجرت مثل هكذا عمليات والأثار المترتبة عل ذلك من قتل واعتقال واغتيال خصوم النظام السوري من قبل الأفرع الأمنية.
كما وأكدت المصادر أن الاستخبارات التركية داهمت منزل المدعو “وسيم عبدالفتاح برهو ملا” وهو احد قادات مرتزقة السلطان مراد في مدينة كري سبي “تل أبيض” المحتلة واعتقلته وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.
وذكرت المصادر أن المدعو وسيم كان من اشد المعارضين لفكرة التسويات والمصالحات مع النظام السوري وكان قد تعرض للاعتقال عدة مرات سابقا من قبل سلطات الاحتلال التركي وفرض غرامة مالية عليه “بلغت 3000 الف” دولار امريكي بسبب رفضه ومعارضته لفكرة السوية.
وأضافت المصادر أن الامر لم يتوقف عند الاعتقالات فقط حيث تعمل سلطات واستخبارات الاحتلال التركي على إنهاء وحل فصيل “السلطان مراد” التابع لما يسمى الجيش الوطني بشكل كلي في مدينتي كري سبي “تل أبيض: سري كانيه “رأس العين” في إطار خطتها بإجراء المصالحة مع النظام السوري والتطبيع معه على حساب الثورة السورية والشعب السوري.
ويدلّ الإصرار التركي على إنجاز تقارب سريع مع النظام السوري، على أن الخطوات التي تتخذها تركيا حيال تطبيع العلاقات مع النظام السوري تأتي في إطار خطة تستهدف تحقيق مصالح متنوعة، آنية واستراتيجية، وهو ما يحتمل في حال تقدم هذا التقارب أن تصبح المعارضة السورية أكثر هشاشة وضعفًا في مواجهة النظام السوري ويكون بذلك قد انتهت كل ذلك من اجل أن تحقق تركيا مصالها وسياساتها الخاصة بها على حساب الشعب السوري وما تسمى المعارضة السورية التي وضعت نفسها تحت رحمة العثمانيين ومطامعهم التوسعية.