فيما يسود الهدوء الحذر عموم منطقة “بوتين– أردوغان” في محافظة إدلب مع دخول وقف إطلاق النار الجديد يومه الـ 36 على التوالي، تواصل القوات التركية والفصائل الموالية لها قصفها المكثف بعشرات القذائف الصاروخية على مناطق متفرقة خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والقوات الكردية بريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، حيث اتسعت رقعة القصف لتشمل مدينة تل رفعت بشكل خاص، إضافة لمناطق الشيخ هلال ومخيم كشتعار وكفرانطون والارشادية ومرعناز والمالكية.
ومنذ احتلال منطقة عفرين السورية في مارس 2018، والقوات التركية تحاول عسكريا وسياسيا السيطرة على مدينة تل رفعت، حيث أجرت أنقرة مفاوضات عدّة مع موسكو لمُقايضة تل رفعت بمناطق أخرى كمثلث جسر الشغور لحماية قاعدة حميميم الروسية باللاذقية، وأجزاء أخرى من محافظة إدلب.
وفي أعقاب الرفض الروسي للطلب التركي بتسليم تل رفعت، انطلقت عمليات الجيش السوري فبراير الماضي التي استعاد من خلالها ما يزيد عن 300 قرية وبلدة ومدينة في أرياف حماة وإدلب وحلب.
لكنّ حديث الصفقات التركية الروسية في سوريا لا ينتهي حول مدينة تل رفعت بشكل خاص، ما بين الحقيقة والأقاويل غير الصحيحة، ومن المؤكد أنّ الوضع المتأزم حول المدينة وغيرها من المناطق المتاخمة لتركيا، لن يهدأ في القريب العاجل.
تقع تل رفعت على طريق استراتيجي بين مدينة عفرين ومدينة مارع التي تعتبر معقلا رئيسياً للمسلحين الموالين لأنقرة شرقاً، ويمكن للاستيلاء عليها أن يربط مناطق الفصائل السورية بين عفرين ومارع.
وتوجه عشرات آلاف السكان الذي فرّوا من عفرين في أعقاب عملية “غصن الزيتون” إلى تل رفعت، القريبة كذلك من مطار منغ الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديموقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية.
كما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، عن تجدّد القصف الصاروخي من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها على مناطق أخرى خاضعة لسيطرة القوات الكردية وقوات النظام بريف حلب الشمالي، حيث تعرّضت مناطق في قرى عقيبة وسوغانكة وزيارة وديرجمال وبينة وغيرها من المناطق الواقعة بناحية شيراوا شمال غرب حلب لقصف مكثف من قبل المدفعية التركية منذ الصباح، ما أدى لإصابة مدني بجراح في قرية عقيبة، بالإضافة لمقتل عنصر في قوات النظام السوري وسقوط جرحى آخرين.
وكان المرصد السوري رصد يوم أمس، قصفا مدفعيا نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها، استهدف مناطق انتشار القوات الكردية في كفرنايا والشيخ هلال ومحيط مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي.
كما قصفت القوات التركية المتمركزة في مدينة مارع، مناطق انتشار القوات الكردية في كل من تل قراح وأم الحوش وأحرص وتل سوسين وكفرنايا في ريف حلب الشمالي، ما أسفر عن إصابة طفل من نازحي عفرين جراء القصف المدفعي.
من جهة أخرى، وفي إطار حملتها الممنهجة ضد من تبقى من كُرد عفرين، تواصل الفصائل الموالية لتركيا حملتها التعسفية بحقهم من اعتداءات واعتقالات بحقهم، حيث قام مسلحون يتبعون لفصائل الجيش الوطني السوري التابع لتركيا، بالاعتداء ضرباً على بائع متجول في ساحة نوروز، وذلك بسبب مطالبة المواطن لهم بثمن الكعك الذي يبيعه.
في حين أقدمت الفصائل الموالية لتركيا على اعتقال مواطن من أهالي قرية معراته أثناء تواجده في محال لبيع الألبسة في مدينة عفرين، واقتادوه إلى جهة مجهولة دون معرفة أسباب ودوافع الاعتقال.
كما أقدمت عناصر مسلحة تابعة لفصيل الحمزات في مدينة عفرين على اعتقال مواطن يعمل بأحد مكاتب شحن البضائع إلى دمشق، دون توضيح أسباب ودوافع الاعتقال.
وفي سياق متصل قامت مجموعة مسلحة تابعة لفصيل الحمزات بالاستيلاء على منزل مواطن في قرية كفريت في ريف عفرين، وبعد تدخل عدد من الأهالي طالب المسلحون من صاحب المنزل مبلغا قدره 1000 دولار لقاء خروجهم منه.