فككت قوات سوريا الديمقراطية شبكة تجسّس مؤلفة من 6 عملاء، تعمل لصالح دولة الاحتلال التركي، ونشرت اعترافاتها بشكلٍ مفصل.
نشر الموقع الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية اعترافات ستة عملاء لصالح دولة الاحتلال التركي، تم القبض عليهم خلال الفترة الماضية، تورطوا في نقل المعلومات وإحداثيات النقاط العسكرية والأمنية والمؤسسات الخدمية الإدارية للاستخبارات التركية، وكذلك القيام بأعمال تخريبية.
والمعلومات التي نشرها قوات سوريا الديمقراطية كالتالي:
“لم تتوقف مساعي ومحاولات الاحتلال التركي في شن مختلف أنواع الحروب ضد مناطق شمال وشرق سوريا، منذ أن انطلقت ثورتها في 19 تموز عام 2012. فإضافة إلى الاعتداءات العسكرية الوحشية التي يشنها يومياً ضد مناطقنا، مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الطيران المسير والحربي والأسلحة الثقيلة، كذلك عمد، ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقة الثورة، إلى معاداتها عبر استخدام جميع أساليب الحرب الخاصة ووضع الخطط وحبك المؤامرات بهدف القضاء عليها، خاصة بعد الإعلان عن الإدارة الذاتية وتشكيل قوات سوريا الديمقراطية وقضائها على تنظيم داعش الإرهابي.
إلا أن النقطة الأخطر في مخططات حربه الخاصة، تمثلت في محاولات جر بعض شباب المنطقة للتورط في أعمال وشبكات التجسس لتنفيذ عمليات إرهابية، من تفجير وتفخيخ واستهداف واغتيال الشخصيات المدنية والعسكرية، على حد سواء، عن طريق استغلالهم بشتى الطرق الملتوية، بدءاً من الابتزاز والتهديد بالقتل والتصفية وتقديم الإغراءات المادية، وممارسة الضغوط على عوائلهم في سبيل إرغامهم للقبول والتورط في العمل مع أجهزته الاستخباراتية والانضمام إلى شبكات العملاء والتجسس.
لقد حاول الاحتلال التركي ممارسة الضغوط على عوائل السوريين اللاجئين المقيمين على أراضيها بهدف تجنيد أبنائهم لصالحه، كذلك في المناطق المحتلة، عن طريق تهديد عوائلهم بالقتل والاعتقال والخطف، حيث تمكن من توريط بعض ضعاف النفوس في العمل مع الاحتلال وتنفيذ أعمال إرهابية، أدت إلى استشهاد أناس أبرياء، واستهداف مؤسسات مدنية وخدمية في مناطقنا.
بالترغيب والترهيب والابتزاز، حاول الاحتلال تجنيد بعض الجواسيس، إلا أنهم وقعوا في قبضة قواتنا، التي لم ولن تدخر جهداً في كشف شبكات التجسس والعملاء، وإلقاء القبض عليهم، لتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل. وستواصل قواتنا عملها بشكل مكثف للضرب بقوة على يد كل من تسول له نفسه التعامل مع الاحتلال التركي، وتمرير مخططاته الإجرامية والإرهابية في مناطقنا، ولن تتساهل مطلقاً مع الجواسيس والعملاء الذين تلطخت أيديهم بدماء أبناء شعبنا. ومثلما كشفنا لشعبنا عن شبكات التجسس سابقاً؛ فإننا سنواصل عملنا على نفس الوتيرة، حتى نستأصل شأفتهم ونطهر مناطقنا منهم ونحبط مخططات الاحتلال التركي أيضاً.
وهنا، ننشر اعترافات ستة عملاء تم القبض عليهم خلال الفترة الماضية، تورطوا في نقل المعلومات وإحداثيات النقاط العسكرية والأمنية والمؤسسات الخدمية الإدارية للعدو، وكذلك القيام بأعمال تخريبية.
العميل رضوان اليتيم، أدلى بكامل اعترافاته والأعمال التي قام بها، حيث قال “اتصل بي علاء محمد نزيم من هاتفه الخليوي التركي على هاتفي السوري، وطلب مني أن أعمل معه، وعندما سألته عن طبيعة العمل، قال: “سأعطيك مبلغاً مادياً مقابل حرقك لكل سيارة”، فقلت له بأنني سأعرض هذا العمل على شخص آخر إن قبل به؛ فأنا أيضاً سأعمل معك. فاتصلت بصديقي علاء المخلف، وذهبنا سوية إلى سيارة كان سائقها نائماً فيها بجانب مدرسة الشيخ خالد، فتمعنت بالسائق وإذ به هو أحد مهجري سري كانيه رأس العين، وكلنا قد تهجرنا منها، فأحسست بالذنب والندم.
وأضاف العميل رضوان قائلاً: “إثر ذلك اتصل علاء بأخي فرحان، وهو بدوره اتصل بـ فياض وحميدو/ اسمه أحمد، وفي يوم تنفيذ العملية؛ انقطع التواصل بينهم وبين أخي فرحان. أرسل فياض تسجيلاً صوتياً إلى علاء يخبره فيها بأنه مستعد ليفجر سيارة أخرى، وطلب منه أن يأتي إليه في تل تمر لتنفيذ العملية. وبدوره أرسل لي علاء ذلك المقطع الصوتي.
كما اعترف العميل الآخر أمجد الناصر بجرائمه، قائلاً: تواصل معي محمد غريب عباس سراً عبر الهاتف الخليوي، وذلك قبل أن أعود من تركيا بيوم، وأخبرني بأنه سيتجه إلى اليونان ومنها إلى ألمانيا، وسألني عن مكان تواجدي، فقلت له إنني بالدوام في قرية الدردارة بريف تل تمر، فطلب مني تصوير الموقع العسكري، فقلت له بأنني في الجبهة والتصوير صعب فيها، فقال: منذ فترة طويلة لم أر هذه المنطقة، وأحببت أن أراها عبر الصورة، كي أعرف بأي بيت تقيم. بعد ذلك صورت له الموقع وأرسلت له الصورة، ثم طلب مني تصوير مواقع أخرى، فقلت له لا أستطيع، ومن ثم هددني وقال: إن لم تصورها، سوف أرسل شخصاً آخر كي يصور وأرسلها إلى قيادات الموقع الذي صورته، وحينها لن تتمكن من الإفلات منهم. فقلت له إنني عسكري قديم ولا أريد أن أضيع تعبي، وأهلي لا معيل لهم غيري. ثم رضخت لطلباته، حيث طلب مني تصوير النفق الذي أتواجد فيه، فصورته وأرسلته له، لكنه عاد وطلب مني تصوير ذات النفق، ومن منتصفه حتى الطرف الآخر، فصورته له، وسألته هل انتهينا، فرد بالقول: لا، لم ننته، عليك أن تصور نقاطاً في الحسكة، فقلت له إنني لا أعرف الحسكة، فقال لي: يمكنك أن تسير على الخريطة، وأنا أحدد لك على الخريطة الأمكنة التي ستصورها، فصورت له مقطع فيديو وأنا على ظهر الدراجة النارية. بعدها انقطع التواصل بيننا مدة أربعة أشهر، وفي تلك الفترة مررت بضائقة مادية بسبب إجراء عملية جراحية في العين لوالدي، ما دفعني إلى بيع جهاز الهاتف الخليوي، وبعد شهرين من ذلك تم اعتقالي من قبل قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 22 تموز 2023.
وأنهى اعترافاته بالقول صورت سبعة مواقع عسكرية وأرسلتها لـمحمد غريب عباس، ودون أن أتقاضى عليها شيئاً، لأنه دائماً كان يهددني بإفشاء سري لقيادتي إن لم أنفذ طلباته، وتأكدت حينها أنه يعمل مع الاستخبارات التركية.
كما اعترف العميل فواز الحسو بالأعمال التجسسية التي نفذها، وقال في بداية الشهر الثالث من عام 2022 تحدث معي عيدان علي الخليف/ أبو نبيل وسألني عن أوضاعنا بشكل عام، ودام التواصل مستمراً بيننا لمدة شهر، ثم عرض علي عملاً، وقال: لماذا لا تعمل معي، وسأرسل لك مالاً تستطيع أن ترجع إلى أهلك ووالدتك. فقلت له: من أنت، وماذا تعمل حتى أعمل معك؟، فرد بالقول: أنا عسكري ضمن صفوف الجيش الحر، فقلت له إنني لا أستطيع أن أعمل معك، وطلب مني أن أصور له بعض المواقع العسكرية، فصورت له /12/ نقطة عسكرية وأرسلتها له. ثم تحدث معي شخص آخر عرفني عليه المدعو أبو نبيل، ورد أبو نبيل وقال لي: على الرغم من إنني أخبرت أبو خالد بكل أعمالك، إلا أنه كاذب لا يستطيع أن يفعل شيئاً ولا يرسل لك المال، وأضاف لكنني تعرفت على شخص آخر وهو ضابط، فقلت له: إن كنت تضحك علي، فلا داعي لكل هذا العمل، وأخبرني بأن هناك شخص في المخيم أبو عمار، فسألته ما هو المطلوب مني، فقال: أريد منك صورة له ولسيارته ورقم هاتفه الخليوي واسمه الثلاثي، فأرسلت له كل المعلومات التي طلبها وأكدت له أنه مقيم في مخيم نوروز. ثم أخبرني بأن شخصاً اسمه أبو علي سيتكلم معي، فعلاً تحدث معي وباللغة العربية. وفيما بعد قال لي بأن المدعو أبو علي ضابط تابع للاستخبارات التركية. وبعد أيام؛ اتصل بي المدعو أبو علي وسألني عن الموجودين معي في المخيم، فأخبرته بأن الإدارة المدنية موجودة، فقال لي: لا، يوجد غيرهم، فأخبرته بأنه توجد رفيقة قيادية، فطلب مني أن أحدد موقعها الذي تعمل فيه واسمها الكامل وكل معلومة عنها. ثم قال لي المدعو أبو نبيل بأنني من طرفي قد جندت شخصاً آخر اسمه حسن عليوي، فقلت له: نعم، صحيح، عاد المدعو أبو نبيل واتصل بي، فقلت له بأنني عرضت هذا العمل على حسن عليوي ولكنه رفض، فطلب مني أن أخبر المدعو أبو علي بأن حسن وافق على العمل معي كي يرسل لي المال.
وعن الأعمال التي قام بها، قال أرسلت له صور بعض عناصر وقيادات قوى الأمن الداخلي، وكتبت عليها أسماءهم وشرحت له بأنهم عناصر الأمن الداخلي من ديرك. بعدها أرسل لي المدعو أبو نبيل مبلغ /75″ دولار، وبعد يوم واحد تم إلقاء القبض علي.
كذلك أسهب العميل علي بركل في اعترافاته حول الجرائم التي ارتكبها ضد قواتنا، وقال تحدث معي المدعو أسامة البناوي، وسألني عن عملي، وطلب مني أن أعمل معهم، وأصور النقاط والمواقع العسكرية وأرسلها له. وفي طريقنا إلى عين عيسى، كنت أحفظ بعض المواقع على الخريطة وأحددها، ثم أرسلها له. وحددت له أربعة نقاط عسكرية هناك وأرسلتها له. ثم سألني إن كان قد تم استهداف تلك النقاط أم لا، وهل قتل أحد فيها، فقلت له بأنني لا أعلم، ولكن لم يصب أي مقاتل بأذى. وطلب مني تحديد مواقع أخرى، وأرسلتها له. بعد أن بقيت فترة في التروازية. طلب مني المدعو أسامة صورة هويتي الشخصية كي يحوّل لي المال، فأرسلت له صورة هوية أخي، لأنني لا أحمل هوية شخصية. ثم طلب مني أن أصور له مواقع أخرى في التروازية، وهو سيجمع كل المبالغ التي أستحقها ويرسلها لي دفعة واحدة غداً أو بعد يومين أو ثلاثة. فصورت له صورة البرج الوحيد لدينا في تلك المنطقة ويقال له برج قصر موزة، وكذلك نقطة في حفرة بجانب البرج، وثلاثة نقاط في الصحراء قريبة من موقعنا، ونقطة أخرى في قرية خطايط بعد شركة الإسمنت، ونقطة أخرى أمام قوات النظام السوري، وبعدها قدمت إحداثيات أكثر من ثمانية نقاط أخرى، حيث استشهد فيها أحد المقاتلين نتيجة القصف المدفعي.
وفي النهاية أبدى العميل علي ندمه على أفعاله الإجرامية، وقال إنه لم يكن يفكر يوماً ما بهذه الأعمال، ولكن أشخاصاً مرتبطين بالاستخبارات التركية ورطوه فيها.
فيما اعترف العميل عبد العزيز الناصر بكل الجرائم التي ارتكبها، وقال المدعو أبو نبيل/ عيدان علي الخليف هو جاري وعم زوجتي، وهذا كل ما أعرفه عنه. وهو مقيم في مدينة سري كانيه رأس العين، وسمعت أنه عضو فيما يسمى الشرطة العسكرية. وطلب مني أن أصور مواقع عسكرية وصور القياديين وأرسلها له، وأخبرني بعد ذلك يمكنني المجيء إلى رأس العين، وبها تستطيع أن تبرئ نفسك أمام الأتراك. أرسلت له مقطع فيديو، ولكن لم يعجبه، وطلب مني أن أحدد الموقع بالضبط واسمه وماذا يتضمن من عتاد عسكري، مع ذكر التاريخ. عاد وقال لي بأنه بإمكاني أن أذهب إلى علوك وأقيم فيها مدة 10 حتى 15 يوماً لأرتاح فيها، وهناك سنسلمك حقيبة وزنها كيلو غرام واحد، تحملها معك إلى أول مدخل الحسكة وتضعها بالبرية وفي المكان الذي تختاره، ولكن من الضروري أن تعرف المكان إن عدت إليه ثانية. وكأنه يوحي لي بأن أصور موقع الحقيبة وأرسلها له. وأخبرني بأن لا أحد له علاقة بي، ولكن الحقيبة أنا مسؤول عنها، وسيأتي أشخاص آخرين غيري ليأخذوها. وأخبرني حينها بأن هناك شخص بجانبه اسمه أبو عبد الله يستطيع أن يساعدني في حال وصولي إلى رأس العين. وتحدث معي المدعو أبو عبد الله، فقلت له: يا أبو عبد الله إن أبو نبيل يقول لي بأنه سيساعدني، ثم قال لي إن شخصاً آخر اسمه أبو شواخ يريد التحدث معي، وأنا أعرفه لأننا كنا معاً ضمن صفوف قوى الأمن الداخلي، وهو كان يعمل سائقاً، وهو أيضاً طلب مني أن أصور الجبهات والمواقع وأرسلها لهم. وفي النهاية ألحّ علي الثلاثة للعمل معهم.
كما كشف العميل عدنان العلي أيضاً الشبكة التجسسية التي عمل معها، وقال عرفني على المجموعة ابن خالتي سالم الحسين الفراك، ويمكن أنه الآن موجود في قرية تل العصافير أو في تل سنان، وهو يعمل لصالح الاستخبارات التركية، حيث عرفني على شخص اسمه محمد هو أيضاً يعمل لصالح الاستخبارات التركية، وطلب مني أن أعمل معهم، فوعدته بذلك. وفي البداية سألني إن كنت أعرف القيادي رعد دمهات أم لا، فقلت له بأنني لا أعرفه. ومن ثم عرض علي العمل مع الاستخبارات التركية، فوافقت عليه. ثم قال لي بأنه سيعرفني على شخص آخر، وكل تعليمات العمل تصدر منه واسمه محمد. ثم طلب مني أن أصور مقطع فيديو للقيادي رعد دمهات وأنه سيرسل مقابل ذلك مبلغ /7000/ دولار. وفي اليوم التالي طلب مني تصوير مواقع عسكرية وأنفاق وكل شيء أصادفه. فوافقت على كل طلباته.
وسرد اعترافاته أكثر، وقال صورت له مقطع فيديو لنفق في قرية تل الطويل، ثم أرسل لي شيفرة التواصل بيننا وكانت الرقم /157/، حيث يجب أن تظهر الشيفرة في مقطع الفيديو. كما صورت مقطع فيديو في قرية أخرى، إضافة لنقطة لقوات الدفاع الذاتي، وكانت مدة الفيديو دقيقة ونصف، وأيضاً أظهرت فيه الشيفرة ذات الرقم /157/، كما صورت مقطع فيديو لنقطة عسكرية في قرية بتل تمر، ولكن لم أعرف ما هو موجود فيها. وفي النهاية؛ وبعد أن أرسلت له مقاطع الفيديو تلك، قال لي إنها غير جيدة ولا يمكن أن نستفيد منها، وعليك أن تعيد تصويرها، وسأرسل لك برنامجاً يحدد المواقع بالضبط، وإن صورت أي موقع؛ فإنه يحدد الموقع تلقائياً.
العملاء الستة أبدوا ندمهم على الأعمال التي ارتكبوها، بعد أن ورطتهم أجهزة استخبارات الاحتلال التركي وعملاؤها للانغماس في مستنقعات خيانة شعبهم ووطنهم، وأكدوا أن لا طائل من هذه الأعمال الدنيئة، وعاجلاً أم آجلاً سيقعون في قبضة قوات سوريا الديمقراطية، وأنه على كل من خدع من قبل الاحتلال التركي أن يعود إلى صوابه، ويترك العمل معه، وفي النهاية هذا الطريق ضياع للشخص وعائلته، وعليهم أن يختاروا طريق الدفاع عن وطنهم بكل إخلاص وشرف.
ونحن في قوات سوريا الديمقراطية نداؤنا موجّهٌ إلى الشباب المغرر بهم من قبل الاحتلال التركي أيضاً، بأن يعودوا إلى رشدهم ويقفوا مع أهاليهم وأبناء شعبهم، وألا يتورطوا في أعمال قذرة وإرهابية يحاول الاحتلال التركي الإيقاع بهم وجرهم إلى معاداة شعبهم ووطنهم، وألا يكونوا يد العدو لاستهداف أبناء شعبهم، فمثلما أن العدو لا يرحمهم، كذلك قواتنا لن تتوانى عن كشفهم والقبض عليهم وتفكيك شبكاتهم التجسسية وتقديمهم للعدالة.