مركز الاخبار
يحتفل الإيزيديون، اليوم، بعيد رأس السنة الإيزيدية (الأربعاء الأحمر)، وخلاله يلون الإيزيديون البيض تعبيراً عن بداية الحياة وبدء الخليقة.
يعد يوم الأربعاء الأول من شهر نيسان بالتقويم الشرقي “الكرمانجي” (الذي يتأخر عن التقويم الميلادي ثلاثة عشر يوماً) عيداً لدى الإيزيديين، ورأس السنة الإيزيدية، ويصادف في فصل الربيع الذي يكثر فيه انتشار ونمو الزهور والورود بكافة الألوان والأشكال، وشقائق النعمان (xecxecog).
وتقول أحدى الأقوال الدينية لدى الإيزيديين “الأربعاء يوم فاضل، خلقه الملك فخر الدّين من العشق والقلب، لم يعرف للراحة والغفلة معنى حينها، فالأربعاء يوم بدون حساب، وهذا الجواب جاء من الملائكة، تُفتح فيه أبواب الخير من الشروق إلى الغروب.
Çarşem rojeka fadile Melik Fexredîn afrandibû ji eşiq û dile Nasnedikir rihetî û xefiletê
Çarşem rojeke bi hesabe Ji ba wan meleka hatî ev cewabe
Derîyêt xêra divekirîn ji rojhelat heta rojava
وفق معتقد الديانة الإيزيدية فإن الكون كان عبارة عن ظلام وضباب، وكانت الأرض مغطاة بطبقة من الجليد، وقد أرسل الله “طاووس ملك” يوم الأربعاء إلى الأرض لكي يعمّرها، ويُوجد الحياة فيها، بأمر من الله على هيئة طائر الطاووس، ونزل لأول مرة في لالش (أقدس مزار لدى الإيزيديين)، ولوجود طبقة من الجليد فقد حطّ على شجرة هرر، (شجرة العزة الربانية)، وبقدرة الخالق ذابت طبقة الجليد بفعل حرارة الشمس، وظهر وجه الأرض على حقيقته، وازدانت بحلة من الزهور والورود بمختلف الألوان، الأحمر والأصفر والأخضر، لهذا فقد عدّ هذا اليوم بداية للربيع، فأُطلق عليه رأس السنة الإيزيدية.
وبما أن الإيزيديين، قد فقدوا معظم تراثهم الديني نتيجة تعرضهم لحملات الإبادة المستمرة، فإنّهم يستمدون معلوماتهم من الأحاديث الدينية.
فقد جاء في “حديث التكوين Aferîna dinyayê“
Xwedawendê me înê kir esase
Şemî boyê berê kirase
Çarşem boyê kir xilase
أي ترجمتها بالعربية “ربنا بدأ بخلق الكون يوم الجمعة، ويوم السبت بدأ بتفصيل الثوب “ترتيب كل شيء بنظام”، وانتهى من عمله يوم الأربعاء”.
وتجري في هذا اليوم طقوس خاصة، حيث ينهض الإيزيديون باكراً، ويرتدون أجمل ما لديهم من ثياب، ويُزيّنون مداخل بيوتهم بالورود وشقائق النعمان.
ويتم تلوين البيض بحسب العدد الذي تريده كل أسرة، كما ويقوم الشبان والشابات بتلوين اثني عشر بيضة مسلوقة، كل ثلاث بيضات بلون فصل من فصول السنة، ويضعونها في طبق وسط البيت، والبيضة ترمز إلى كروية الأرض، وسلق البيض إشارة إلى تجمّد الأرض، وقشرة البيضة بعد سلقها ترمز إلى ذوبان طبقة الجليد عن وجه الأرض، وما تلوين البيضة إلا إشارة إلى ألوان الورود والأزهار التي تفتحت بقدوم طاووس ملك، أي الربيع، والربيع هو بداية الحياة.
ويزور الناس قبور موتاهم، وتأخذ النسوة معهن بعض البيض والحلوى والفواكه، ويتم توزيعها فيما بينهم وعلى الفقراء، ويكون ذلك في يوم الثلاثاء.
وهناك تعاليم قديمة خاصة بهذا العيد منها الامتناع عن نبش التربة والحراثة في هذا الشهر، لأن المزروعات والزهور والورود ومعظم النباتات تتفتح في هذا الشهر، وأيضاً يتم تأجيل عقد الزواج إلى حين انقضاء هذا الشهر، ويعتقد أن القيام بعقد الزواج والإتيان بعروس، سيجلب لأصحاب البيت الويلات، حيث أن المعتقدات تقول إن شهر نيسان هو عرس بحدّ ذاته، حتى أنهم أطلقوا على نيسان اسم عروس السنة: nîsan bûka sale; di ser xwere bûk nine
في شمال وشرق سوريا يوجد الإيزيديون في إقليم الجزيرة وعفرين وحي الشيخ مقصود بمدينة حلب، حيث كانوا يقومون مع أبناء الشعب الكردي والسرياني في مناطق وجودهم بإقامة حفلات فلكلورية، وكانت تُقدم فيها الأغاني والرقصات من الفلكلور الكردي وبرامج ثقافية ومسرحيات عن الديانة الإيزيدية.
الإيزيديون في شمال وشرق سوريا يمارسون كافة طقوس العيد باستثناء تلك التي تجري في لالش المركز الروحاني للإيزيديين حيث يتم إضاءة (365 قنديل CIRA) بعدد أيام السنة.
ومع بدء ثورة 19 تموز في روج آفا وشمال وشرق سوريا التي منحت الحقوق المسلوبة للمكونات التي كانت مهمشة في عهد النظام البعثي، فقد قررت الإدارة الذاتية اعتبار يوم الاحتفال بعيد الأربعاء الأحمر عطلة رسمية في كافّة الدوائر الرسمية مع حفظ الحقّ لإقامة الاحتفالات، وإحياء ثقافة العيد في المجتمع.
هذا ويرى الإيزيديون أن هذا العيد هو عيد لعموم كردستان، حيث يعتمدون في ذلك على أحد السبقات الدينية (الأقوال الدينية) التي تقول:
Çarşema serî Nîsanê
ŞêxAdî , şêx Şims xweste dîwanê
Xwedê berê xwe dide Êzdîxanê
Ewe cejna Kurdistanê
الأربعاء بداية نيسان
طلب الشّيخ آدي، من الشيخ شمس للمثول بين يديه، فالله قد نظر بعين الرحمة إلى الإيزيديين
إنّه عيدٌ لكردستان”.
herdem news