الرئيسية / أخر الاخبار / “جيروزاليم بوست” … تركيا مارست التطهير العرقي ضد الكرد والمسيحيين والإيزيديين في العراق وسوريا

“جيروزاليم بوست” … تركيا مارست التطهير العرقي ضد الكرد والمسيحيين والإيزيديين في العراق وسوريا

اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أنّه من البديهي الربط بين الاستهداف التركي الممنهج لمناطق الأقليات المسيحية والأيزيدية والكردية، والسعي إلى تطهير عرقي وتهجير الأقليات من العراق وسوريا، وكل ذلك بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الذين لم يقوموا بشنّ أيّ هجوم على الأراضي التركية منذ سنوات طويلة.
وأكدت الصحيفة أنّ كل مكان تسيطر عليه المجموعات الموالية لتركيا في شمال سوريا مثل عفرين وإدلب وأماكن أخرى، لا يمكن للأقليات أن تعيش فيها بحرية.
وحول ذلك، قال سيث ج. فرانتزمان، إن أنقرة تواصل حملة قصف على قرى في منطقة كردستان العراق ذات الحكم الذاتي، لتدمر منازل وكنيسة للأقلية المسيحية المحلية. وهو يرى أنّه رغم بقاء القرى الأشورية القديمة صامدة ومتمسكة بهويتها وتاريخها- مثل القوش الواقعة بين دهوك والموصل – فإن القصف التركي زرع عدم الأمان لدى الكثير من أبناء الأقليات في العراق وسوريا والشرق الأوسط.
بدوره، وثّق المعهد الأشوري للسياسات: “تمّ تدمير كنيسة مار يوسف الآشورية الشرقية في قرية مسقعة في باروار بشمال العراق في حملة جوية كانت تستهدف ما يشتبه في أنه مواقع لحزب العمال الكردستاني بالمنطقة”.
كانت مجلة “نيوز ويك” من جهتها، قد لفتت الانتباه في عددها الأخير، إلى محنة اللاجئين المسيحيين الذين فرّوا من العراق وسوريا في السنوات الأخيرة، حيث يُعاني العديد من هؤلاء الوافدين الجدد للمجتمع التركي من صعوبة الحصول على عمل وعدم تمكنهم من إيجاد مساحة لممارسة عقيدتهم.
وبينما كان المسيحيون يشكلون 20 بالمائة من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ نحو قرن، إلا أنه ومنذ ذلك الحين، هبطت هذه النسبة إلى أقل من 4 بالمائة، أو حوالي 15 مليون شخص.
وسبق أن كشفت منظمة التضامن المسيحي العالمي (CSW)، أن فصائل سورية مسلحة تتبع أنقرة، تقوم باعتقال أكراد سوريين مسيحيين.
واستناداً إلى تقارير محلية نشرتها وكالة “روداو” المقربة من حكومة اقليم كردستان ومصادر أخرى، فإن القصف دمر قرية مسيحية وكنيسة. وقال قروي من مسقعة إن القنابل سقطت قرب المنازل.
وأبلغ أحد السكان المحليين إلى روداو، أن “الناس كانوا مرعوبين” بسبب القصف التركي على المنطقة. وأرغمت عائلات عدة، تنتمي إلى الأقليات المسيحية القديمة، على الفرار من القرى المحلية. وبحسب التقارير، فإن قريتي كيستا وتشالكي، قد أفرغتا من السكان بينما بقيت بضع عائلات في مسقعة.
ويبدو هذا وكأنه تطهير عرقي، شبيه بذلك الذي نفذته تركيا عندما أجبرت أكثر من 200 ألف كردي على مغادرة عفرين في سوريا بعدما غزت المنطقة عام 2018 وأرسلت جهاديين متطرفين مدعومين من تركيا لاحتلال المنطقة ومهاجمة الأقلية الكردية والأيزيديين.
ويضيف فرانتزمان أن كل مكان احتلته تركيا في سوريا مارست فيه تطهيراً عرقياً بحق الأقليات. وداخل تركيا، تعرض عشرات الآلاف من الأكراد لمجازر خلال الحروب المختلفة التي تقول أنقرة إنها تشنها ضد “حزب العمال الكردستاني”.
والدولة التركية نفسها التي تقصف قرى وتفرغ من سكانها في العراق وسوريا، هي نفسها التي تندد بالغارات الإسرائيلية على غزة. قد تكون تركيا من خلال هجومها على إسرائيل تريد صرف الانتباه عن حملتها الخاصة على مناطق مدنية تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”.
وطالما زعمت تركيا أن لها الحق في غزو أجزاء من سوريا تطلق عليها “مناطق آمنة” لوضع حد للإرهاب. وعلى رغم عدم انطلاق هجمات إرهابية من سوريا والعراق، فإن تركيا وسعت 12 قاعدة وموقعاً في المنطقة الكردية بشمال العراق، كما انها هددت بغزو سنجار، المنطقة التي تعرض فيها الأيزيديون لمذبحة على أيدي تنظيم “داعش”.
ودمرت آلاف القرى على مدى سنوات بواسطة العمليات العسكرية والغارات الجوية التركية، وأُرغم الناس على الفرار. والآن يفر المزيد منهم. وتفيد تقارير أن إيدين هي قرية أخرى “أخليت” من جراء القتال. ويخشى الأكراد العودة إلى منازلهم بسبب القصف.
وفي بعض الأحيان، يقتل أكراد أبرياء نتيجة الغارات الجوية عندما يكونون في طريقهم إلى جني العسل أو العمل في الأراضي. وأٌفرغت قرية أخرى تسمى داشيش من السكان الأسبوع الماضي. وفي 2019، استهدفت الغارات التركية منطقة نحلة الأشورية قرب دهوك، ودمرت قرية حزان.
وعلى الصيد الداخلي في تركيا، غالبًا ما يتم التعامل مع المسيحيين في البلاد على أنهم تهديد للأمن الداخلي، سواء كانوا أجانب أو من الذين عاشوا في البلاد لسنوات.
ويوضح الدكتور أيكان إردمير، كبير مديري برنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) في واشنطن العاصمة، أن خطابات الرئيس رجب طيب أردوغان على وجه الخصوص، لها تأثير استقطابي على معاملة المسيحيين الأتراك.
كانت منظمة حقوق الإنسان المسيحية الدولية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، قالت في تقرير لها يناير 2021، إن الأقلية المسيحية تختنق ببطء بسبب التمييز الذي يواجهه أفراد طائفتها.
وكان تقرير طلب إعداده جيريمي هنت وزير الخارجية البريطاني السابق العام 2019، قد حذّر من أنّ الاضطهاد الديني للمسيحيين اقترب من حدّ “الإبادة الجماعية” في بعض مناطق العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط بما في ذلك تركيا حيث يتصاعد خطاب الكراهية ضدّ الأقليات الدينية ليس في داخل البلاد وحسب، بل ويمتد التحريض الديني لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم إلى خارج حدود تركيا.

وكالات

شاهد أيضاً

أتفاق تركي إيراني لنقل المرتزقة السوريين إلى ديرالزور

بينما تواصل روسيا التأكيد على ضرورة إصلاح وإعادة العلاقات بين تركيا والنظام السوري سياسيا تأخذ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.