الرئيسية / أخر الاخبار / شركة “سدات” الأمنية التركية ذراع أردوغان الطولى في المنطقة

شركة “سدات” الأمنية التركية ذراع أردوغان الطولى في المنطقة

يسعى الرئيس التركي زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، رجب أردوغان، الذي أعلن مرارًا وتكرارًا أنه أحد رؤساء مشروع الشرق الأوسط الكبير، لفرض سيطرته على المنطقة، سواء من خلال إقامة قواعد عسكرية في قطر والصومال أو تدخلات مباشرة في سوريا وليبيا والسودان.

ويبدو أن الرئيس التركي سيستعين مجددا بعناصر غير نظامية تحوم حولها الشبهات، في ظل الأزمة المشتعلة في منطقة شرق المتوسط، على خلفية أزمة التنقيب على الغاز، وما تبعها من جدل حول الاتفاقين المثيرين للجدل الموقعين بين أنقرة ورئيس مجلس الرئاسي الليبي فايز السراج؛ الأولى اتفاقية أمنية، والثانية اتفاقية لترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، متجاهلين حقوق دول الجوار مثل اليونان وقبرص.

قناة الميادين اللبنانية، نشرت تقريرًا قبل يومين، حذرت فيه من أن تركيا ستقوم بنقل عدد من المقاتلين الموالين لها في شمال سوريا، إلى ليبيا، مشيرة إلى أن الدفعة الأولى ستبدأ بـ60 مقاتلًا فقط.

وهناك رسائل تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي للمراسلات مثل: “تيليجرام” و”واتساب”، بين عدد من الجماعات الموالية لانقرة في سوريا، تقول: “هل تريد الذهاب إلى ليبيا؟” “هل تريد أن تذهب إلى ليبيا وتحصل على 2000 دولار شهريًا؟”.

حتى أن هناك أقاويل تتحدث عن وجود استعدادات متعلقة بذهاب عدد من المقاتلين من كل فصيل حسب تكوين وحجم الفصيل.

في ظل تلك التطورات توجهت الأنظار إلى تنظيم “سدات – SADAT” المسلح أو ما يعرف باسم شركة “سدات” الأمنية التركية المعروفة بقربها من أردوغان وحزب العدالة والتنمية.

شركة “سدات” هي النموذج التركي من شركة “BLACK WATER” الأمريكية، وشركة “WAGNER” الروسية، وتوضح مهامها على أنَّها توفر الخدمات الاستشارية وخدمات التدريب العسكري في مجال الدفاع الدولي والأمن الداخلي، وتحظى باهتمام كبير من أردوغان نفسه.

حيث صرح مؤسس شركة “سدات” الجنرال المتقاعد عدنان تانري فاردي في احدى ندوات عقدت في اسطنبول بقوله : “إن مهمتنا هي تحديد التهديدات التي قد تهدد العالم الإسلامي. لذلك نحن نقوم بأعمال الاستشارات في مجال التدريب الخاص للوحدات العسكرية المسلحة. كما نقوم بأعمال الوساطة من أجل توفير السلاح والمهمات العسكرية للأصدقاء من الدول الصديقة”، دون أن يكشف عن أسماء هذه الدول، مطالبًا حكومة حزب العدالة والتنمية بالتوسع في تأسيس مثل هذه الشركات الخاصة.

في 28 من الشهرالمنصرم، أجرى الجنرال المتقاعد عدنان تانري فاردي، حوارًا صحفيًا مع موقع “خبر تُرك” الإخباري، تحدث فيه عن عدد من الملفات الأمنية المتعلقة بتركيا، من بينها “الجيش السوري الحر”، الذي غير اسمه فيما بعد إلى ما تسمى الجيش الوطني السوري، خلال عملية الاحتلالية لشمال سوريا، والدعم الذي قدمته الشركة لتأسيسه.

تانري فاردي، الجنرال المتقاعد، المعروف بسمعته السيئة وعلاقاته المثيرة للجدل داخل تركيا، والمعروف أيضًا بأنه صديق التيارات والجماعات الإسلامية المتطرفة في الوطن العربي والعالم، أوضح خلال الحوار أنه أجرى زيارة لأحد مخيمات اللاجئين في مدينة هطاي جنوب تركيا، المتاخمة للحدود مع سوريا، وبحث مع المتواجدين تأسيس جبهة مسلحة لمقاومة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي ستتشكل فيما بعد تحت اسم “الجيش السوري الحر”، على حد قوله.

الجنرال تانري فاردي أكد في حواره أن العناصر العسكرية المنشقة التي شكلت الجيش السوري الحر، هي الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن شركة “سدات” التقت بعدد من ممثلي الجماعات المسلحة في سوريا في مخيمات اللاجئين وفي إسطنبول، على حد قوله.

حوار تانري فاردي لم يقتصر على الملف السوري فقط، وإنما أوضح أيضًا أن الشركة كان لها نشاط في ليبيا في السنوات الأولى من موجة الربيع العربي، مشيرًا إلى أن وفدا مكونا من ممثلين عن الشركة أجرى زيارتين إلى ليبيا، في النصف الأول من عام 2013؛ الأولى كانت إلى مدينة طرابلس لعقد لقاءات واجتماعات مع قيادات الجيش المنشقين عن الجيش الليبي، من بينهم العميد فيتوري خليفة سالم الجبريل.

وأشار إلى أن الشركة كانت تنوي إرسال وفد جديد إلى ليبيا، لتكون الزيارة هي الثالثة، إلا أنهم اضطروا لتعليق الزيارة بسبب تطور الأحداث نتيجة تحركات المشير خليفة حفتر، لتحرير مدينة طرابلس.

علاقة تانري فاردي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أخذت منحى آخر، إذ أصدر الأخير قرارًا بتعيين مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة “سدات” للاستشارات الدفاعية الدولية الجنرال المتقاعد، عدنان تانري فردي، بهيئة السياسات الأمنية والخارجية، وهي إحدى الهيئات التابعة للرئاسة التركية. كما يشغل منصب كبير مستشاري رئيس الجمهورية، بموجب قرار تعيينه في 16 أغسطس/ آب 2016، أي بعد شهر واحد من محاولة الانقلاب المزعوم في تركيا (15 يوليو/ تموز 2016).
الشبهات التي تدور حول “سدات” والتي لا تعرف إجابة حتى الآن، دفعت عددا من المحللين والكُتّاب لوصف الشركة بأنها “ميليشيات أردوغان” و”الحرس الثوري التركي” و”الجيش السري لأردوغان”.

وكالات …

شاهد أيضاً

تركيا تبدأ بتطبيق خطوات التسوية مع النظام وتصفية القادات التي ترفض ذلك

تتداول الأوساط السورية خلال السنتين الأخيرين تكهّنات حول احتمال دفع ما تسمى المعارضة السورية في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.