الرئيسية / أخر الاخبار / روسيا تتجاهل “التمادي التركي” في شرق الفرات

روسيا تتجاهل “التمادي التركي” في شرق الفرات

مركز الاخبار 

المقايضة التركية ـ الروسية: التغاضي عن إدلب مقابل السماح لتركيا بالتقدم في الشمال الشرق السوري  ؟

على الورق، أي في التخطيط المكشوف الذي تسمح به التكهنات المنطقية والتسريبات (المتعمدة، لأنها ليست سرّية تماماً!)؛ يبدو الهجوم العسكري التركي الأخير في محيط بلدة عين عيسى  وكأنه، بالفعل، ترجمة ميدانية لمذكرة التفاهم حول ما جرى من اتفاق بين دولتين في سوتشي .

ومن المعروف أنّ سلسلة من التفاهمات الروسية ـ التركية، حول سوريا ونظام بشار الأسد بصفة خاصة، كانت قد تواصلت واختمرت وتُرجمت على الأرض؛ وذلك منذ المصالحة بين موسكو وأنقرة في أعقاب اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي طيب أردوغان في سانت بطرسبرغ، والذي أنهى تأزماً حاداً بين البلدين. لهذا فإنّ جوهر المقايضات الخافية بين روسيا وتركيا قد ينحصر في مقايضة ثنائية من الطراز التالي: إدلب تحت السيطرة التركية (بمعنى لجم الجهاديين، وتقييد حركتهم، وتجميد جغرافية انتشارهم، أو حتى قتالهم عبر الجيش التركي مباشرة)؛ مقابل عين عيسى  (حيث تُطلق يد أنقرة، ويجري توسيع نطاق عملياتها الاحتلالية  بما يمكّن الجيش التركي من استكمال تقطيع أوصال “روجافا”، وبعثرة مناطق اتصال “قسد”، وقطع أيّ ربط جغرافي بين “ مناطق الكرد” عموما…).

على الرغم من تعليق ما يسمى بعملية “نبع السلام” التي غزت من خلالها دولة الاحتلال التركي مدينتي ” رأس العين – تل ابيض ”  حيث المناطق الكردية، إلا أن القوات الاحتلال التركي والمجموعات الموالية لها تواصل منذ أسابيع معارك مع قوات سوريا الديموقراطية جنوب المنطقة التي احتلتها  وتحديداً في محيط الطريق الدولي “إم 4” الذي يصل محافظة الحسكة (شرق) بحلب (غرب) ويمر من عين عيسى، وذلك في خرق واضح للاتفاقات الموقعة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا لوقف إطلاق النار.

في غضون هذا كله، لم يتوقف الطيران الحربي الروسي، وطيران النظام، عن قصف إدلب ومحيطها، والتوحش في التصعيد…

وتتبع القوات التركية والمجموعات المرتزقة الموالية لها، وفق المرصد السوري، سياسة القضم التدريجي التي مكنتها خلال الأسابيع الماضي من احتلال على عشرات القرى الصغيرة قرب الطريق الدولي.

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية “قسد” معارك عنيفة منعاً لتقدم القوات التركية والفصائل السورية الموالية قرب بلدة عين عيسى الاستراتيجية شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

إن تجاهل القوات الروسية لهذه الهجمات وعدم قيامها بدورها الضامن يثير الكثير من الشكوك لدى “قسد” التي لا يتناسب مع دور روسيا وما تتطلع إليه للعب دور الضامن في حل سياسي في عموم سوريا.

واخيرا .. هذه الحسابات، مثل كثير سواها في الواقع، قد لا تأتي على الشاكلة التي يطمح إليها رعاة مذكرة سوتشي بخصوص شمال وشرق سوريا إجمالاً، لأسباب عديدة معقدة، بعضها جلي واضح لتوّه أي ان روسيا تعلم لدى ” قسد ” اوراق قوية لم يستعملها بعد ، وبعضها الآخر وليد مفاجآت طارئة وتبدّلات ليست في الحسبان المسبق.

25 . 11 . 2019

herdem-news

 

 

شاهد أيضاً

دولة الاحتلال التركي تعيد هيكلة مرتزقتها

يحتدم الصراع بين الدولة التركية ومرتزقتها من جهة، وبين المرتزقة أنفسهم من جهة أخرى، في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.