الرئيسية / أخر الاخبار / طعنوه وقتلوه لأنه أقام صلاةً ربانية من أجل سوريا

طعنوه وقتلوه لأنه أقام صلاةً ربانية من أجل سوريا

مركز الاخبار

أثارت حادثة مقتل رجل دين مسيحي كوري في تركيا مخاوف داخل أوساط الجالية المسيحية من تصاعد حدة الاضطهاد الذي يعانون منه في البلاد، حيثُ أدى استهداف شابة مسيحية كانت طالبة في إحدى جامعات اسطنبول منذ فترة خوف الطلاب الآخرين، وخصوصاً أنهم باتوا يعملون على مشاريع تصويت وإدلاء أصوات من أجل الاعتراف بالمجازر العثمانية بحق المسيحيين الأرمن والسريان والاشوريين واليونان قبل 100 عامٍ تقريباً، وأصبحوا يتلقون تهديدات مستمرة بالاكتفاء عن هكذا مشاريع وعدم الاقتراب منها.

وتعرض جينووك كيم (41 عاما) الثلاثاء الماضي للطعن ثلاث مرات من قبل شاب يبلغ من العمر 16 عاما بمدينة ديار بكر جنوب تركيا، وتوفي فيما بعد في المستشفى متأثرا بجراحه، حيثُ أفاد شاهدُ عيان أنّ الشاب تركي ولديه عمٌ في صف ضباط الجيش التركي المرموقين ولا يُمكنُ أن يفعل ذلك، بينما أكد شهودٌ أخرون أنّه تم مراقبة الأب جينووك كيم الكثير من المرات من قبل سيارات أمنية تابعة للسلطات التركية، ورجحوا أنها قد تكون لجهاز الاستخبارات التركي، وأضافوا أنّ الأب كيم كان يشعر بالتهديد والخوف في كل مرةً يتجول في شوارع المدينة وكأنما تم إخباره مسبقاً أنه سيتم استهدافه.

صور لكنيسة القديس كيراكوس للأرمن في مدينة ديار بكر وقد تم تدميرها من قبل السلطات التركية

وقالت السلطات التركية إن الشاب، المعتقل حاليا، نفذ الاعتداء بدافع السرقة، لكن السكان المسيحيين المحليين يصرون على أن كيم استهدف بسبب معتقداته، ولأنه كان يستنكر ويندد الهجمات التركية على شمال شرق سوريا وبالأخص القرى السريانية والأشورية بمحيط الخابور وجميع تلك المناطق، وأكد صديقٌ مقرب من الأب كيم أنه في الأونى الأخيرة تلقى تهديدات كثيرة، لكنه لم يكف على العمل وطلب المساعدة من السكان المحليين من أجل مساعدة ضحايا الهجمات التركية الاخيرة على سوريا، ويضيفُ أنه كان شخصاً طيباً ويعملُ حسب تعاليم السيد المسيح والكتاب المقدس، والجميع كان يحبه.

ويقيم كيم في تركيا منذ خمس سنوات، وانتقل للعيش في ديار بكر في وقت سابق من هذا العام مع زوجته وطفله، وكان من المؤمل أن يحظى بمولود جديد خلال أيام.

وقال رجل دين مسيحي تركي لمنظمة ICC المعنية بشؤون الدفاع عن المسيحيين إن كيم تلقى تهديدات قبل يوم واحد من مقتله، مشددا أن الحادث ليس له علاقة بالسرقة كما تقول السلطات، بل هنالك ايادي خفية لها صلةٌ بالموضوع.

وتابع رجل الدين ذاته “نحن دائما نتلقى تهديدات، يعلمون أنني أحاول نشر الإنجيل، لذا فقد يستهدفوني أيضا، وفي الأونة الأخيرة جمعنا مساعدات من أجل ضحايا الهجوم التركي في سوريا، وأقمنا صلوات ربانية من أجلهم، أظن أن ذلك حدث بسبب كل هذا”.

وسط مخاوف من تكرار المذابح التبشيرية التي حدثت في تركيا منذ ثلاثة عقود، ويقول المسيحيون في تركيا إن العداء تجاه المجتمع المسيحي تصاعد على مدى السنوات الثلاث الماضية، مع تزايد المضايقات والتهديدات، حسب منظمة ICC.

وقال أحد زعماء الكنيسة إن “الحكومة التركية بدأت بترحيل جماعي للقادة البروتستانت الذين خدموا في تركيا لسنوات عديدة”، وبدأت بتهديد كل من لا يقبل قرار الترحيل أو يبقى في تركيا رغماً عن السلطات.

وفي أكتوبر الماضي انتشرت ملصقات دعائية في محطات الحافلات في مدينة قونية التركية حملت عبارات دينية تدعو إلى عدم إقامة صداقات بين المسلمين من جهة والمسيحيين واليهود من جهة أخرى، وإحلال قتل المسيحيين واليهود باعتبارهم يمثلون مذهب كفر وشرك بالله، وإخراجهم من الأراضي التركية، وسط صمت تام من قبل السلطات التركية والإعلام التركي الذي لم يغطي حادثة اغتيال الأب كيم حتى.

herdem-news

شاهد أيضاً

دولة الاحتلال التركي تعيد هيكلة مرتزقتها

يحتدم الصراع بين الدولة التركية ومرتزقتها من جهة، وبين المرتزقة أنفسهم من جهة أخرى، في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.