الرئيسية / أخر الاخبار / عثمانية وعلمانية تركيا تفتك بالمكونات والاقليات الدينية

عثمانية وعلمانية تركيا تفتك بالمكونات والاقليات الدينية

مركز الاخبار

وجود الأقليات الدينية في تركيا بات في انخفاض مستمر وخاصةً في العقود الأخيرة، حيث واجه الكثير منهم اضطهادا متزايدا، بقيادة حزب محدود التفكير، مذعور، و استبدادي، حيثُ يتم تهميش كل طائفة مهما كانت خلفياتها الدينية أو معتقداتها، ومنها الطائفة المسيحية.

حيثُ لا يوجد في تركيا اليوم سوى( 150 ) الف مسيحي اي ما يُعادل 3%من مجموع السكان، لقد كانت نسبة المسيحيين في تركيا قبل 100 عام تمثل 20 – 25%من عدد السكان في تركيا .
سنة 1915 – 1916 تعرض الارمن والسريان والمسيحيون على العموم الى حملة ابادة جماعية على يد تركيا الفتاة، لم تزل حكومة أردوغان تنكر تلك المجازر والابادة وفق عقليتها الاسلامية الشمولية، بل وتفتخر بها على أنها مجد الأجداد بدءاً من العثمانيين، مروراً بمجازر أتاتورك للترقي، وصولاً إلى حزب العدالة والتنمية وفخر المجازر العصرية.

المسيحيين انفسهم من أي مذهبٍ كانوا، كاثوليك، بروتستانت، أو أرثوذكس، في تركيا يعانون من التهمش الديني والعرقي على الرغم من ادعاء حكومة انقرة بعلمانيتها من جهة وعثمانيتها من جهةٍ أخرى. الاضطهاد الناشئ من قبل الحزب الحاكم في تركيا أعاق نمو الكنيسة وشل المجتمع المسيحي، وبالإضافة الى ذلك تم في الفترة السابقة نقل ملكية العشرات من الكنائس والأديرة والمقابر التابعة للكنيسة الأرثوذكسية منذ اكثر من 1500 عام إلى مديرية الشؤون الدينية التركية، ومن ثم تم تحويلها إلى منشآت عامة أو مساجد أو مراكز إسلامية، كما تم ضم العقارات السريانية المسيحية التي تبلغ مساحتها مئات الآلاف من الأمتار المربعة الى المديرية نفسها.

وبالنسبة لوعود الحزب الحاكم ببناء كنائس ودور عبادة للمسيحيين، فالجدير بالذكر أنّ كنيسة “يشيل كوي” الجديدة بمنطقة باكر كوي المزمع إقامتها في اسطنبول التي كانت قبل نحو 600 عام عاصمة الامبراطورية البيزنطية الشرقية المسماة “القسطنطينية” مازالت مشروعا طموحا على الورق المقوى في مكاتب بلدية اسطنبول منذ عام 2013، وعود أنقرة لا تخلو من الكذب كما اعتاد المسيحيون من أن يسمعوا هكذا وعود من ذهنيةٍ شردت وقتلت أسلافهم وحطمت أسوار التاريخ ومحت الثقافة بوحشيتها، حتى باتت الأماكن الاثرية القديمة العائدة للحضارات المسيحية تختفي ضمن الجغرافية التركية.

من المجازر، إلى التاريخ والثقافة، وصولاً إلى تصفية رجال الدين المسيحيين في تركيا وخارجها، بعد عمليات اغتيالات كثيرة طالت اشخاص مرموقين ضمن المجتمع المسيحي في تركيا، من كهنة، ورجال دين، ونشطاء، وطلاب مدارس، والقائمة طويلة لا يسعُ ذكرها في فرض دقائق وبضعة سطور، لكن من المهم أن يتم ذكر الأمثلة الأخير عن عمليات الاستهداف التركية للمسيحيين، أولها كان توكيل خلية استخباراتية من قبل جهاز المخابرات الوطني التركي تحت عباءة داعش بعملية اغتيال الكاهن الأرميني لإقليمي الجزيرة والفرات في سوريا الأب هوسيب أبراهام بيدويان ووالده حنا بيدويان، اللذين تمّ اغتيالهما في منطقة دير الزور وهما في طريقهما إلى إعادة ترميم كنيسة قد دمرت من قبل داعش مُسبقاً، ثانيهما تدمير كنيسة الأرمن في منطقة تل أبيض (كري سبي) التي تم احتلالها مؤخراً من قبل الدولة التركية وجماعات إسلامية مرتزقة، وسرقة محتويات الكنيسة، وإجبار عوائل أرمنية في كل من منطقتي تل أبيض وجرابلس في سوريا على تغيير ديانتهم والدخول بدين الإسلام، حيثُ أفاد مصدر من منطقة جرابلس والذي له معرفة وصلة بعائلة ارمنية بأنه تم إجبار العائلة تحت تهديد السلاح والقتل على تغيير ديانتهم والدخول إلى الإسلام، وأضاف بأن المرتزقة لم يكتفوا بذلك فقط بل واجبروهم على تغيير اسمائهم ووصفوا اسمائهم بانها اسماء ذات محتوى ومعنى كافر وملحد، وأكد أنه تم تغيير اسم كل من الارمنيين آرتين وسيروان في جرابلس إلى الشيخ معروف وفاطمة، وهكذا دواليك تستمر الانتهاكات  في المناطق المحتلة من قبل تركيا، حيثُ لم يسلم أي مكون من بطشهم وحتى المسلمون.

herdem-news

شاهد أيضاً

دولة الاحتلال التركي تعيد هيكلة مرتزقتها

يحتدم الصراع بين الدولة التركية ومرتزقتها من جهة، وبين المرتزقة أنفسهم من جهة أخرى، في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.