عبد الهادي الاحمد – تل ابيض
في خلال أكثر من شهر منذ عدوان دولة الاحتلال التركي على شمال شرق سوريا ، تم إدانة مجموعات المرتزقة المدعومة من قبل أنقرة باقتراف سجل ضخم من الانتهاكات ضد السكان المحليين، وبحسب أقوال القاطنين في مدينة تل ابيض، فإن هذه الممارسات تقوض هدف دولة الاحتلال التركي المعلن، والذي يتمثل في إنشاء ما تسمى “منطقة آمنة” للمدنيين.
و من خلال الرصد والمتابعة من قبل مراسل لشبكة HERDEM NEWS خلال احدى جولاته من داخل مدينة تل ابيض المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي حيث تقول العائلات ، إن مجموعات المرتزقة الموالية لدولة الاحتلال التركي من العرب السوريين نفذوا عمليات إعدام بلا محاكمة وضربوا، وخطفوا أو احتجزوا أقرباءهم ونهبوا منازلهم، وأعمالهم، وممتلكاتهم والان يتم تهديدهم بحرق بيوتهم لاخافتهم وذلك لترك بيوتهم وتهجيرهم.
ويقول سكان المدينة الاصليين إن النتيجة هي شكل من أشكال التطهير العرقي – وهي عملية يرون أنها مصممة جزئياً لإبعاد السكان الكرد والعرب الذين كانوا يخدمون سابقا في مؤسسات الخدمية التابعة لادارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا في المدينة ، واستبدالهم بعائلات لمجموعات المرتزقة الموالين لتركية الذين تم جلبهم من محافظات السورية اخرى مثل ( ادلب – درعا –الغوطة الشرقية ) بالاضافة الى عائلات مجموعات مرتزقة من اصول دول “اسيا الصغرى ” تركمنستان , اقليات ايغور الصيني الذي كانت تتواجد في ارياف ادلب و جسر الشغور .
تطهير عرقي ممنهج
ووصف احد سكان الاصليين من القومية العربية في المدينة لم نذكر اسمه حفاظا على امن شخصه وقال ما يحدث في المدينة بأنه بمثابة التطهير العرقي لجميع مكونات المنطقة . وقال “تتحدث تركيا الآن عن حماية السكان المحليين ومنح السلطة للمجالس المحلية في المناطق التي استولت عليها. وأين هي المجالس المحلية؟ في الواقع، لا توجد مجالس محلية حقيقية عندما يتم اقتلاع السكان المحليين وطردهم في محاولة لتغيير التركيبة السكانية في المنطقة”.