أحمد سيدو _ عفرين
منذ بداية احتلالها لمدينة عفرين و الى الآن ينتهج الاحتلال التركي و مرتزقته شتى أساليب الاستعمار و الاستبداد من خطف و نهب و سلب و اغتصاب و الاستيلاء على أملاك المدنيين بعد تهجيرهم بقوة السلاح لإفراغ المنطقة من سكانها الكرد و توطين عوائل المرتزقة بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة.
لم تقف دولة الاحتلال التركي عند هذا الحد فقط بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث قام باتباع أساليب قذرة لتغيير آخر ما تبقى من ملامح المدينة الكردية, ففي ظل عجز الاحتلال التركي عن دفع رواتب المجموعات المرتزقة عمدت إلى إقناعهم بقطع الأشجار الحراجية و الزيتون العائدة للمدنيين بهدف تحطيبها و بيعها لتأمين المال, على إثره تقوم المجموعات المرتزقة بحملات شرسة لقطع كل ما هو أخضر حتى الأشجار المعمرة و التي كانت رموزا لدى الأهالي لم تسلم من شرهم,
و في إحصائية تقديرية من قبل أحد التجار الذي يملك لوحده عدة مستودعات فى مدينة عفرين و بعض منها في القرى و النواحي التابعة للمنطقة فإن كميات الحطب المباعة خارج الحدود الإدارية لمنطقة عفرين تقدر بأكثر من مليوني طن خلال هذا العام فقط حتى الآن و ربما أكثر من ذلك و بالأخص في ناحيتي بلبل و راجو و إنتشار مستودعات تخزين الحطب في الطرق الرئيسية للبلدات و القرى أمام مرآى كل من يمر عبرها ما عدا الأماكن المخفية ضمن المنازل و مستودعات مقرات المرتزقة.
بالإضافة إلى ذلك تقوم المجموعات المرتزقة أيضا و بأوامر مباشرة من دولة الاحتلال التركي والميت بسرقة آثار المنطقة حيث تعرضت أكثرية المواقع الأثرية لعمليات التخريب و النبش و تجريف التلال الأثرية بغية إخراج التحف و اللقى التاريخية, تحت حماية من الجنود الأتراك ويتم بيعها لتجار أتراك, حيث تفيد التقارير بتعرض أكثر من 92 موقعاً أثرياً للنهب و السرقة و تدمير أكثر من 35 تل أثري بهدف تشويه حضارة الشعب الكردي المتجذر في المنطقة منذ آلاف السنين و محو معلوماته التاريخية.