قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن سعي تركيا لإقامة منطقة آمنة في منطقة شرق الفرات بشمال سوريا، خطة راديكالية من أردوغان للقضاء على الوجود الكردي في سوريا عبر اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا.
وفي تقرير بعنوان “خطة تركيا الراديكالية” قالت الصحيفة إن أردوغان يخطط لإقامة المنطقة الآمنة في منطقة شرق الفرات بشمال سوريا، من أجل تسكين نحو مليون لاجئ سوري فيها.
واتفقت تركيا والولايات المتحدة في أغسطس/ آب الماضي على إقامة منطقة آمنة شمال سوريا، وتم تسيير دوريات مشتركة في المنطقة هذا الشهر، لكن أنقرة عبرت عن مخاوفهما من عدم التطبيق الكامل لبنود الاتفاق. وعمق المنطقة الآمنة أقل من 20 ميلا رغم أن تركيا طلبت 30 ميلا، كما ترفض واشنطن وضع المنطقة الآمنة تحت إدارة تركيا منفردة.
نيويورك تايمز أوضحت أن حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان قررا غيرت اتجاههما في الفترة الأخيرة تجاه الأزمة السورية، مشيرة إلى أن الحكومة التركية تقوم خلال الأسابيع الأخيرة بترحيل السوريين المقيمين في المدن التركية الكبرى من خلال حافلات وسيارات تابعة للشرطة.
وأوضحت الصحيفة أن خطة أردوغان التي وصفتها بالراديكالية ترمي إلى تسكين نحو مليون لاجئ سوري في الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة القوات الكردية المدعومة من الإدارة الأمريكية.
وأشارت إلى أن أردوغان يهدد بفتح المعابر والحدود أمام السوريين تجاه أوروبا في حالة عدم تنفيذ خطته.
ولفتت إلى أن طلب أردوغان إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا ياتي من أجل التخلص من الأكراد الذين يصفهم بأنهم تهديد أمني لبلاده، مشيرة إلى أنه يتحجج في ذلك التوجه بزيادة حالة الغضب في الشارع التركي تجاه السوريين، فضلًا عن زحف عشرات الآلاف من السوريين مرة أخرى نحو تركيا هربًا من الهجمات السورية الروسية على إدلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان مستعد لتأسيس مدن في تلك المنطقة العازلة في شمال سوريا من أجل تسكين قرابة مليون لاجئ سوري متواجدين داخل تركيا فيها.
وقال إردوغان إنه إذا لم تنفذ الولايات المتحدة اتفاق المنطقة الآمنة، وإذا لم يقدم الاتحاد الأوروبي المساعدات المالية لتركيا من أجل اللاجئين ستفتح بلاده الباب أمام العبور إلى أوروبا.
تهديدات أردوغان بفتح الحدود أمام السوريين في حال عدم تنفيذ مطالبه بشأن المنطقة الآمنة، تأتي بالتزامن مع التزايد الكبير في أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر البحر، ما يعني أنها محاولة لي ذراع لأوروبا من قبل الرئيس التركي.