ارتفعت حالات سوء التغذية “الحاد” بين المواطنين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري، ومن مختلف الأعمار، من جراء انهيار القدرة الشرائية لدى معظم الأسر السورية مع الارتفاع المتزايد في أسعار كافة السلع الغذائية الضرورية للحياة.
صحيفة “الوطن“ المقربة من النظام، نقلت عن رئيس شعبة الإسعاف والعيادات في “مستشفى الأطفال” بدمشق، والاختصاصي بأمراض الهضم والتغذية عند الأطفال، جابر محمود، تأكيده ازدياد حالات سوء التغذية الحاد “بين الأطفال والكبار” في الآونة الأخيرة.
وقال محمود إن الحالات “ظهرت عبر أعراض مختلفة أهمها عدم زيادة الوزن والطول لدى الطفل مع شحوب بشرة واصفرار، أو وذمات أو حالات التهابية وإنتانية مستمرة كالتهاب الجلد الحفاضي أو تقشرات على الجلد وحول الشفاه أو انتفاخ البطن مع ضعف الحيويات”.
وأوضح أن ذلك يأتي لأسباب عديدة أهمها “ارتفاع تكاليف المعيشة وتدني قدرة المواطن على شراء الأغذية بالتالي أصبحت كمية الوارد الغذائي للأطفال قليلة وخاصة الداعمة للنمو والصحة والمناعة”.
وبيّن محمود أن أكثر الفئات المهددة بالإصابة بسوء التغذية هي “الأطفال قبل سن المدرسة وذلك بعد فترة الإرضاع الوالدي أي من 6 شهور لـ6 سنوات، إضافة إلى أن بعض الأمهات يعزفن عن إرضاع أبنائهن لعدة أسباب أهمها معاناة الأم من نقص الغذاء أيضاً”.
وأردف أنه “يتم اللجوء إلى بدائل لحليب الام سواء كانت منطقية أو غير منطقية لكونها (قليلة الطاقة الحرارية) مثلاً أو إدخال حليب البقر قبل عمر السنة”، معتبراً أن ذلك ينجم عنه مشاكل تحسسية وفقر دم لدى الأطفال ما يجعلهم ضحية لسوء التغذية أيضاً.
ولفت مدير مشفى الأطفال أن “أكثر من نصف حالات سوء التغذية تتعرض للوفاة في حال لم تعالج لأن سوء التغذية يؤدي إلى مضاعفات خطيرة منها عقابيل على مستوى الكلية أو القلب أو الكبد”.