اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الإثنين، دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق بمفاقمة وباء الكوليرا في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا. اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، دولة الاحتلال التركي بتعطيل إمدادات المياه في شمال وشرق سوريا، ما يؤدي إلى تفاقم وباء الكوليرا، الذي يسجل انتشاراً في البلاد منذ نحو شهرين.
كما اتهمت المنظمة حكومة دمشق بعرقلة إيصال المساعدات إلى مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا على “شكل ينطوي على التمييز”.
ويواجه سكان شمال وشرق سوريا صعوبة في الوصول إلى المياه بسبب الانقطاع المتكرر في توفير المياه من محطة مياه علوك، الخاضعة لاحتلال دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.
كما تأثر سكان المنطقة بالانخفاض الحاد في حجم المياه المتدفقة في نهر الفرات، أهم مصدر للمياه في المنطقة، حيث تقوم أنقرة بعرقلة تدفق النهر إلى سوريا وباستخدام المياه كسلاح للضغط على الإدارة الذاتية. وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان “لم تضمن السلطات التركية تدفقاً كافياً للمياه من المنبع نحو الجزء السوري من نهر الفرات، ولا إمدادات مستمرة للمياه من محطة علوك، وهي مصدر حيوي للمياه” في مناطق الإدارة الذاتية.
وتشهد سوريا منذ أيلول تفشياً للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ العام 2009. وأدى النزاع المستمر منذ 2011 إلى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.
وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش آدم كوغل إن “هذا التفشي المدمر للكوليرا لن يكون آخر مرض منقول بالمياه يمسّ بالسوريين إذا لم تُعالَج أزمة المياه الحادة في البلاد فوراً، لا سيما في شمال الشرق.
وأضاف يمكن لتركيا، وينبغي لها، أن تتوقف فوراً عن مفاقمة أزمة المياه في سوريا”. واتهمت المنظمة السلطات التركية بفرض “قيوداً شديدة على تدفق المياه” إلى سوريا منذ شباط 2021.
واتهمت المنظمة أيضاً حكومة دمشق بعرقلة إيصال المساعدات إلى مناطق الإدارة الذاتية.
واعتبرت أنها “تركت القيود طويلة الأمد على وصول المساعدات، التي فرضتها الحكومة السورية في دمشق، منشآت الرعاية الصحية والمنظمات الإنسانية العاملة في شمال شرق سوريا تكافح لمواجهة مرض يمكن أن ينتشر بسرعة”. ونقلت عن أحد عمال الإغاثة قوله “هناك عائلات بأكملها تمرض، والمراكز الصحية مكتظة، والناس يرقدون على الأرض”. ورجح عامل الإغاثة أن تكون “وكالات الأمم المتحدة تواجه على ما يبدو مشاكل في الحصول على موافقة الحكومة السورية على نقل الإمدادات”. وشددت المنظمة “على أن جميع أطراف النزاع السماح لعمال الإغاثة بالوصول المباشر ودون عوائق إلى جميع المناطق في سوريا”.