يعيش الشعب السوري الذي عانى من حرب أهلية دامت 10 سنوات أسوأ مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين. لا يزال أكثر من 13 مليون سوري نازحين وهم في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية. تستضيف تركيا حاليًا الحصة الاكبر من اللاجئين السوريين.
وأصبح الجمهور التركي معاديًا بشكل متزايد للأجانب. يستخدم نظام أردوغان هؤلاء اللاجئين في العمالة الرخيصة في البلاد. كما تواصل تركيا تجنيد السوريين من أجل طموحاتها العسكرية مع استغلال الموارد الاقتصادية لمدينة عفرين المحتلة شمال سوريا.
ويقول المعارضة التركية، إن حكومة اردوغان الذي يسمون انفسهم بـ “المؤيدين للاجئين” هم الفاشيون الحقيقيون.
ويسلط المعارضة الضوء على كيفية إجبار اللاجئين على العيش في منازل صغيرة ومكتظة، وكسب أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور وبدون تأمين، بينما يعيشون في خوف دائم من أن يتم شراء أطفالهم وبيعهم من قبل تجار البشر.
ويقول المعارضة ان مسؤولي حزب العدالة والتنمية ليسوا بمدافعين عن حقوق الإنسان، بل هم تجار رقيق حديثون لا يعاملون اللاجئين كبشر بل كعمالة رخيصة.
وفي سياقه، يقول زعيم المافيا التركية سادات بكر كيف يستغل نظام أردوغان سوريا. زعم بكر، الذي أصبح ظاهرة على موقع يوتيوب من خلال مقاطع الفيديو الخاصة به عن السياسيين الأتراك، في مقطع الفيديو الثامن الذي نشره في 30 مايو أن مجموعة سادات، وهي مجموعة شبه عسكرية شكلها المستشار السابق لأردوغان عدنان تانريفيردي، أرسلت أسلحة إلى جبهة النصرة في سوريا.
ومن خلال الاستيلاء على عفرين، كشفت “صحيفة أحوال التركية” بأن السيدة ليلى محمد أحمد، وهي امرأة كردية تبلغ من العمر 63 عامًا، أفرج عنها لواء السلطان مراد بعد دفع رشوة، وقالت أن كتائب “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا تواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك الاغتصاب والخطف والانتهاكات العرقية كما اتهمتهم بتجنيد الأطفال في غزوات تركيا في ليبيا وأذربيجان.
ومن جانبه، صرح زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، كمال كيليجدار أوغلو، مرارًا وتكرارًا أن حزبه سيعيد السوريين إلى بلادهم، مما يثير المزيد من كراهية الأجانب بين الشعب التركي. عارض كبار الجنرالات الأتراك العمليات العسكرية التركية في سوريا، لكن أردوغان ابعد اولئك هؤلاء الضباط رفيعي المستوى في الجيش منذ محاولة الانقلاب الغامضة في 15 يوليو 2016، بينما يواصل جيشه الموازي تجنيد السوريين.
والحاصل، أصبحت سوريا أرضًا خصبة لأردوغان الذي يسرق النفط والزيتون والقمح وحتى الشباب السوريين لتنفيذ سياسته الخارجية التوسعية في المنطقة.
بينما تستفيد عائلة أردوغان ونخبة النظام من محنة السوريين، فإن المواطن التركي العادي هو الذي سيتحمل في النهاية ضغوط تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا.
–