كوباني _ رانيا بيزار
في إطار مخالفة القانون الدولي الخاص بالأنهار تركيا تستخدم حرب المياه ضد الشعب الكردي وأبنائه في الشمال السوري بعد احتلال مناطقهم وإجراء التغيير الديمغرافي وتهجير السكان الأصليين من مدنهم وقراهم.
مصادر من أهالي مدينة كوباني أكدت لشبكة “هردم نيوز”، أن الدولة التركية بدأت بحفر خندق كبير على الجانب الاخر من الحدود بمحاذاة قرية قرة موغ التابعة لمدينة كوباني وذلك لتغيير مجرى رافد من النهر التي تدخل الى تلك القرية المذكورة.
وتمر هذا الرافد في عدة قرى التابعة لمدينة كوباني، بداية من قرية قره موغ، خرابيسان، زرزوري وعدة قرى أخرى وصولا إلى مدينة تل أبيض المحتلة.
الأهالي أكدوا أن هذه المياه قادمة من فضلات قنوات الري التي أنشأتها تركيا على نهر الفرات وكان الأهالي يستفيدون منها في ري وزراعة محاصيلهم الصيفية وأن تركيا تحفر مجرى جديد لتلك المياه لتمنعها من الوصول إلى القرى الكردية على الجانب السوري.
كما أن الأهالي أكدوا “لشبكتنا” أن المرتزقة وبمؤازرة عناصر جيش الاحتلال التركي تقوم بردم أبار المياه في القرى الكردية التابعة لمدينة تل أبيض المحتلة من قبلها ومنع الأهالي من استخدام الابار لأي غرض كان حتى للشرب.
هذا وقد أعتبر الخبراء والحقوقيين استخدام تركيا الماء أداة في الحرب يعد خرقًا للاتفاقيات الثنائية الموقعة بهذا الخصوص مع كل من سوريا والعراق في ظل غياب المراقبة الدولية كما اعتبر الحقوقيون أن ورقة المياه تضاهي ما تقوم به تركيا من دعم للمجموعات الإرهابية في إدلب.
وتتزايد الاتهامات لتركيا باستخدام ورقة المياه لابتزاز جيرانها، خاصة الأكراد في سوريا، فتلجأ إلى قطع مياه نهري دجلة والفرات بصفة متكررة وقد بنت عدة سدود على النهرين، وهو ما يؤثر على حصص المياه القليلة التي تصل إلى كل من سوريا والعراق.
وتتعارض ممارسات تركيا بشأن مياه نهري دجلة والفرات مع القوانين الدولية، خاصة الاتفاقيتين الدوليتين لعام 66 و97 من القرن الماضي، وأيضا مع الاتفاقيات الثنائية التي وقعتها مع سوريا والعراق.
وكان أخر ممارسات تركيا في هذه الحرب هي قطع مياه الشرب بشكل تام عن أكثر من مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة بالاشتراك مع الفصائل المسلحة تابعة لها والمسيطرة على مدينة رأس العين والتي تضم محطة علوك التي تعتبر مصدر ماء الشرب الوحيد لمدينة الحسكة وأريافها في ظل ظروف مأساوية يعيشها سكان المنطقة مع ارتفاع درجات الحرارة والمخاوف من تفشي فيروس “كورونا” التي تتزايد أعداد الإصابات فيه في تلك المنطقة وفق الإحصاءات الرسميّة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُقدِم فيها تركيا على قطع المياه عن العراق وسوريا وتتعمد تعطيشهما، كجزء من مشروع أكبر للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها من خلال بناء سلسلة من السدود للتحكم في مياه المنطقة دون الأخذ بعين الاعتبار أي ضوابط أو قواعد قانونية أو إنسانية في سبيل تحقيق مصالحها الاحتلالية في المنطقة”.
herdem-news