مركز الأخبار
تُولي روسيا اهتماماً كبيراً بالطرق الدولية الممتدة على طول الأراضي السورية، من شمالها حتى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وأهم هذه الطرق هو الطريق الدولي الـ m5 الذي يوصل جنوب سوريا بشمالها، و طريق m4 الذي يوصل شرق سوريا بغربها، وتجلّى الاهتمام الروسي بهذه الطرق عبر اقحامها بكلّ الاتفاقات ان كانت سياسية او عسكرية.
والمرحلة الاولى من الاتفاق الذي حصل بتاريخ 5 مارس/ آذار 2020, بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, ونظيره التركي رجب طيب أردوغان, على إقامة ممر آمن وتسيير دوريات مشتركة على طريق الـ m4 في ادلب, حيث تركزت المرحلة الثانية من الاتفاق الذي حصل بتاريخ 26 مايو \ ايار2020, بين روسيا وتركيا حول فتح أوتوستراد حلب- الحسكة الدولي المعروف بـ m4، وانسحاب المرتزقة الموالية لأنقرة مسافة 7 كيلومترات من جبهات تل تمر وأبو رأسين شمال الحسكة، بالإضافة لوقف العمليات القتالية بشكل كامل في المنطقة.
ووفقا للأحداث فإن الاتفاق الروسي التركي يعني قبول النظام السوري بخارطة السيطرة الجديدة التي فرضتها قوات الاحتلال التركي عقب الهجوم التركي على مناطق شمال شرقي سوريا، وهو ما يؤكد وجود أهداف روسية ما زالت مخفية بشأن هذا الطريق.
وكانت روسيا قد ذكرت صراحةً أهمية هذه الطرق الدولية بالنسبة لها وللنظام السوري منذ اتفاق سوتشي أواخر عام 2018, واجتماعات أستانا التي قسّمت مناطق المرتزقة حسب هذه الطرقات، وتلاها محاولات الروسي للسيطرة على هذه الطرق بكافة الوسائل الممكنة، ومنها المصالحات والتهجير القسري.
وتهتم روسيا بالطرق الدولية المتواجدة في سوريا لان واردات تجارة الترانزيت قبل عام 2011 كانت تصل لـ /3/ مليار دولار سنوياً وهذا ما تطمح اليه روسيا، وهناك أكثر من 150 ألف شاحنة تعبر الطرق الدولية في سوريا سنوياً، قادمةً من دول الجوار ودول العالم أجمع، ولذلك تُعتبر سوريا عقدة العالم التجاري بين الشمال الأوربي والجنوب الآسيوي والخليجي.
إن اهتمام روسيا بالطرق الدولية يعود لتحقيق حلم روسيا بالوصول للمياه الدافئة بالبحر المتوسط ولن يكتمل هذا الحلم بدون السيطرة على الطرق الدولية التي تربط روسيا بموانئ هذه المياه.
لان الطرق البرية أقل تكلفة من التجارة البحرية أو الجوية ولذلك تسعى روسيا للسيطرة على الطرق الدولية السورية لأنها تصل روسيا بمياه البحر المتوسط عبر شبكة طرق دولية أخرة بدول مجاورة، فمثلاً الطريق الدولي الـ m4 يصل موانئ اللاذقية وطرطوس بشرق سوريا ثم العراق ومنها إلى دول الاتحاد الروسي عبر بضعة دول، كما الطريق الـ m5 يصل أغلب دول الخليج والبحر المتوسط بتركيا ثم روسيا.
وبحال تمكّنت روسيا من الإشراف والسيطرة على الطرق الدولية الموجودة في سوريا، ستتمكن من إنعاش تجارتها الدولية وتصدير واستيراد البضائع الخاصة بها، كما ستتمكن من استثمار هذه الطرق داخل وخارج سوريا وفرض الرسوم والتحكم بتجارة الترانزيت الدولية المارة بسوريا، والتي قدّرها البعض بأكثر من /3/ مليار دولار سنوياً.
ونتج عن الاتفاقيات التي حصلت بين روسيا وتركيا بان الروس توصلوا مع التركي للبقاء في الاراضي السورية وقبولها لضم شمال السوري للأرضي التركية ومن اجل ان يصل الروس الى مبتغاهم إلا وهي السيطرة على جميع الطرق، وبالنسبة للمرحلة الثالثة سيتم الاتفاق لتسليم طريق الـ m4 والذي يمر بمدينة الباب والتي يسيطر عليها الاحتلال التركي ومرتزقته، وبعدها سيكون الروس قد توصلوا الى مساعيهم بالسيطرة على الطرق الدولية في سوريا والتي تعتبر الشرايين الرئيسية.
herdem-news