وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل الجيش التركي لما يُقارب 1500 مدني في سوريا منذ العام 2011، منهم أكثر من 270 طفلاً وما يزيد عن 165 امرأة، فيما المُعارضة السورية صامتة دوما كعادتها تجاه الجرائم التي تواصل تركيا ارتكابها بحق السوريين.
وكشف المرصد الذي تحظى تقاريره بمصداقية دولية وحقوقية عالية (ومقرّه لندن)، أنّ الخسائر البشرية الناجمة عن قصف القوات التركيَّة وطائراتها، خلال العمليات العسكرية التي شنّها الرئيس رجب طيّب أردوغان في سوريا، بلغت 993 شهيدا مدنيا، هم: 675 رجلاً وشاباً، و193 طفلاً دون سن الثامنة عشر و125 مواطنة فوق سن الـ 18، وذلك بدون أن يشمل العدد الشهداء المقاتلين الأكراد وغيرهم خلال عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”، والتي تسببت أيضاً بتهجير وتشريد عشرات آلاف المدنيين وسط أوضاع إنسانية مأساوية استفحلت في البلاد.
كما بلغ تعداد الخسائر البشرية على يد حرس الحدود التركي 445 شهيدا مدنيا هم: 324 رجلاً وشاباً و79 طفلاً دون الثامنة عشر، و42 مواطنة فوق سن الـ 18، حيث تتواصل عمليات القتل بحق السوريين على الحدود التركية أثناء فرارهم من قصف النظام السوري.
وعلى الرغم من التصريحات الرسمية الزائفة التي تُحاول أن تعكس صورة إيجابية عن تعامل حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي مع السوريين من مختلف التوجهات، فإنّ الانتهاكات التركية بحق المواطنين السوريين لا تتوقف عند حدود.
وتُظهر العديد من الأشرطة المُصوّرة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم.
وأصبحت مثل هذه الحوادث شائعة أكثر فأكثر في السنوات الثلاث الماضية، وتحديدا منذ أن تخلت تركيا عن سياسة الحدود المفتوحة التي كانت قد تبنتها في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011. ومنذ ذلك الحين، أقامت تركيا جدارا وأسيجة على طول حدودها الممتدة لـ 900 كيلومتر مع سوريا، وسعت إلى إقامة ما أطلقت عليه اسم “المناطق الآمنة” الفاشلة داخل سوريا، لاحتضان النازحين ممن يهجرون منازلهم ومدنهم بسبب القتال.
وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير حديث لها إن قوات حرس الحدود التركية تطلق النار عشوائيا على طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا، ويعيدونهم بشكل جماعي إلى حيث قدموا.
وتسبّبت الحرب السورية منذ اندلاعها قبل نحو تسع سنوات بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، بينهم ما يزيد عن 115 ألف مدني، وفق حصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، الذي كشف أنّ من بين القتلى المدنيين نحو 22 ألف طفل وأكثر من 13 ألف امرأة.
وفي ما يتعلق بالقتلى غير المدنيين، أحصى المرصد مصرع أكثر من 128 ألف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، أكثر من نصفهم من الجنود السوريين، بينهم 1682 عنصراً من حزب الله اللبناني الذي يقاتل بشكل علني إلى جانب دمشق منذ 2013.
في المقابل، قتل أكثر من 69 ألفاً على الأقل من مسلحي الفصائل المعارضة والإسلامية و مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها وتمكنت العام الماضي من القضاء على “خلافة” تنظيم داعش الارهابي بدعم التحالف الدولي.
كما قتل أكثر من 67 ألفاً من مسلحي تنظيم داعش الارهابي وجبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومرتزقة أجانب من فصائل متشددة أخرى.
ومع اقتراب النزاع من نهاية عامه التاسع، باتت القوات الحكومية تسيطر على نحو ثلثي مساحة سوريا، وتنتشر في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق البلاد، بموجب اتفاق بين الطرفين أعقب هجوماً تركياً على المنطقة الحدودية.
وكالات..