تنسيق عال بين قائد فيلق القدس الإيراني والاستخبارات التركية في سوريا والعراق.
تناولت الصحف العربية الصادرة، صباح اليوم، عدة مواضيع كان أبرزها تداعيات مقتل قاسم سليماني ، وفي هذا السياق قالت صحيفة العرب:
مثل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني حلقة الوصل في أكثر من ساحة صراع في المنطقة، ففي الساحة السورية التي تعدّ إحدى ميادين الصراع بين تركيا وإيران كقوّتين إقليميتين متصارعتين على النفوذ والسيطرة، كان هناك نوع من التفاهم الذي كان يمرّ بين سليماني والاستخبارات التركية التي كانت وما تزال تنشط في الأراضي السورية، بشكل مباشر، وعبر وكلائها في الجماعات المتشدّدة كجبهة النصرة وغيرها.
كما كان لسليماني وهاكان فيدان رئيس الاستخبارات التركية تعاون وتنسيق في العراق كساحة من ساحات الصراع، حيث كان التفاهم بينهما نوعاً من المحاصصة الإقليمية غير المعلنة، ومنح بعض الدور في المناطق التي تعمل تركيا على أن تكون موجودة فيها، وبخاصة في كركوك والموصل، وفي كردستان العراق التي ترى فيها تركيا خطراً على أمنها القومي.
وكان سليماني وفيدان مهندسَي الحلول والتخريجات الاستخبارية في سوريا، وبالتوافق بينهما تمّ نقل جهاديين من مناطق مختلفة من سوريا وتجميعهم في منطقة إدلب التي حوّلت إلى ملاذ للجهاديين لفترة، ثم أصبحت عرضة لقصف وهجوم قوات سورية وروسية وإيرانية لاحقاً، من أجل التخلص منهم، ما ورّط أنقرة أكثر في المكائد التي تشارك بالتخطيط لها في المنطقة.
وكان لسليماني وفيدان يد طولى في التخطيط والتنسيق لمحادثات أستانة حول سوريا، والتي بدأت سنة 2017، وكانت تركيا وإيران وروسيا هي الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا.
ومن شأن مقتل سليماني أن يعرقل بعض المخططات التركية في سوريا، ولاسيما أنها كانت مرتبطة بشخص سليماني كقائد ميداني مؤثر له الكلمة العليا على الميليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا، ما قد يخلق فوضى تخشى منها أنقرة الغارقة في عدّة جبهات، وذلك بحسب ما يلفت محللون.
وكان قاسم سليماني؛ قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يتولى أيضا قيادة وحدات حزب الله اللبنانية في سوريا، فضلا عن مجموعة متنوعة من الميليشيات الشيعية الأخرى هناك، ويتقاطع معه الرئيس التركي ورئيس جهاز مخابراته هاكان فيدان اللذان يسيطران على ما يسمى بالجيش السوري الحر وميليشيات متشددة كجبهة النصرة وغيرها في سوريا، بالإضافة إلى ميليشيات متشددة في ليبيا.