مركز الاخبار
في خضام الحرب السورية سقطت الكثير من الأقنعة وتكشفت وجوه الأشخاص الذين كانوا يطلقون على أنفسهم ثوريين في بداية الأزمة السورية, ليتبين أنهم كانوا أداة لتركيا لتنفيذ أجنداتها في سوريا.
لم يعد يخفى على أحد أن الذين يصفون أنفسهم بالجيش الوطني السوري هم بالحقيقة مرتزقة مأجورين يلهثون وراء المال والسلطة, ولكن يوجد من بين الفصائل التي تتبع لما يسمى بالجيش الوطني تخطت مرحلة الارتزاق لتكون في خانة العبودية التي يعتبروها أنجاز كبير تحقق لهم.
ونقلاً عن مصادر خاصة لـشبكة “هردم نيوز” أن القيادة العسكرية التركية طلبت الاجتماع بقادة الفصائل في مدينة غازي عينتاب في منتصف شهر كانون الاول / ديسمبر2019، وهناك طلب منهم إرسال مقاتلين إلى ليبيا، إلا أن بعضهم حاول خلق الحجج للتملص من الضغط التركي بالقول “إن حواضنهم الشعبية في هذه الظروف الحرجة خاصة في إدلب ستنقلب عليهم وإنه لن يكون بإمكانهم حتى إبلاغ مقاتليهم بالأمر”.
إلا أن فصيلين اثنين وافقا بحماس منقطع النظير على الطلب التركي، وبدا من حديث قادتهما في الاجتماع أنهما على اطلاع مسبق بغايته، والفصيلين هما: فرقة السلطان مراد، ومثّلها في الاجتماع قائد الفرقة “فهيم عيسى”، وفرقة المعتصم مثّلها في الاجتماع كل من قائدها “أبو العباس عباس”، وعضو مكتبها السياسي مصطفى سيجري.
و نقلت المصادر أن الاجتماع انفض وسط تزمر تركي واضح، وأن قادة الفصائل عادوا بعدها إلى سوريا، فيما بقي المدعو “فهيم عيسى” في تركيا لرفع وتيرة التنسيق، وتحديد المقاتلين الذين سيتم نقلهم إلى ليبيا وترتيب شؤونهم.
لاحقاً سافر ثلاثة أشخاص من قياديي مايسمى فرقة السلطان مراد إلى ليبيا بصفة “لجنة استطلاع”، هم: فهيم عيسى، قائد فرقة السلطان مراد، ومحمد شيخلي وعلي يرموك، القائدان الميدانيان في الفرقة، وذلك لاستكشاف حاجة الموقف القتالي هناك من المقاتلين والأسلحة, ليباشروا بالفعل مهامهم في ليبيا، وقد تم نقلهم بحراً وسوف يتقاضى كل مقاتل منهم مبلغ يتراوح بين 2000 إلى 2500 دولار أميركي.
شهرياً، وتعويض في حال الإصابة قيمته ٣٥ ألف دولار, وهذه بنود عقودا نصف سنوية أُبرمت مع المقاتلين، بمثابة “عقود عمل” يحصلون خلالها على إجازة مجموعها شهر.
وخلال ظهور أعلامي صرح المدعو “فهيم عيسى” : “أننا جاهزون لمحاربة أي جهة تهدد الأمن القومي التركي, حتى لو تطلب الأمر القتال لمحاربة الأكراد في شمال العراق (جنوب كردستان), وبأي بقعة جغرافية أخرى إذا طلبت منا الدولة التركية ذلك”, وبهذا التصريح يثبت “فهيم عيسى” عبوديته لتركيا ويناقض أقواله تماماً على أنه خرج لمحاربة النظام ونصرة الحق وتخليص الشعب السوري من الاضطهاد والظلم.
ويذكر أن في بداية الأزمة السورية تلقى “فهيم عيسى” دعم كبير من الـ “MIT” التركي, (مالي – لوجستي – عسكري – وحتى إغائي) لاستقطاب اشخاص من القومية التركمانية الذي هو ينتمي اليها, ليشكلوا كيان عسكري مسلح يتبع بشكل مباشر للـ “MIT” عبر ضباط أتراك تولوا تدريب المقاتلين الذين تم تجهيزهم لتنفيذ ما يخدم المشروع التركي في سوريا.
وينحدر “فهيم عيسى” من حي بستان الباشا المتعدد القوميات في مدينة حلب, وكان يعمل سابقاً عامل تصنيع أحذية (قندرجي) في نفس الحي, حتى بدء الأزمة السورية ليشكل لاحقاً مجموعة مسلحة أطلق عليها أسم لواء السلطان مراد من الاشخاص الذين ينتمون للقومية التركمانية, والذي ازداد تعدادها مع اندماجها بعدة فصائل أخرى لتسمى لاحقاً فرقة السلطان مراد.
Herdem_News