الرئيسية / أخر الاخبار / الشرق الاوسط: سوريا في احتمالات الحرب مع إيران

الشرق الاوسط: سوريا في احتمالات الحرب مع إيران

ما زالت احتمالات الحرب مع إيران تتأرجح بين أن تحدث أو لا تحدث. والأمر في هذا لا يتعلق بتأكيد الثنائي الأميركي -الإيراني عدم رغبتهما في الذهاب إلى الحرب، وهو أمر قد يكون فيه خداع متبادل، إنما يتصل اندلاع الحرب أو عدمه بأمور أخرى، الأهم ما يمكن أن يحدث قبلها من تصعيد ومواجهات سياسية، إضافة إلى تقديرات كل طرف عما ستكون عليه النتائج المقدرة في خلال الحرب، وما سيكون بعدها من احتمالات التسوية.
وإذا كان للحرب أن تبدأ، فإن ساحتها يمكن أن تمتد من إيران باتجاه الجنوب والغرب، شاملة معظم دول الخليج العربي، وصولاً إلى الساحل الشرقي للبحر المتوسط وفيه سوريا في الشمال ولبنان ثم إسرائيل في الجنوب. وبسبب اتساع مساحة المنطقة، فإن الحرب المحتملة لن تشمل كل المنطقة، إنما ستكون على شكل ضربات متبادلة في مناطق محددة، ومواجهات مباشرة في المناطق الأكثر حيوية وأهمية، لتحقيق مكاسب استراتيجية للأطراف المتقاتلة.
وتحتل سوريا المكانة الأكثر أهمية في مسرح الحرب المحتملة بالاستناد إلى معطيات قائمة، أبرزها أن التطورات السياسية والميدانية للصراع السوري، كانت بين أهم عوامل التصعيد ضد إيران وميليشياتها في اقترابهم من خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل، التي يعتبر أمنها التزاماً أميركياً لا تسمح واشنطن بالمساس به، إضافة إلى اتساع وجود ونفوذ إيران في سوريا، ثم إن الوضع في سوريا، يوفر حيزاً كبيراً للقيام بعمليات عسكرية سواء كانت واسعة أو محدودة، حيث تتوفر لأطراف متعددة على الأراضي السورية قوات تخصها ومنها القوات الأميركية والإيرانية، كما يتوفر لإيران شركاء محليون وإقليميون وخاصة من الميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية، وتملك واشنطن قوة دعم ميداني كبيرة، تمثلها قوات سوريا الديمقراطية، ولدى الطرفين الأميركي والإيراني وأطراف أخرى جميع المعلومات اللوجيستية والاستخبارية عن بقية الأطراف، كما أن خطوط المواجهة حاضرة ومرسومة ومتقابلة في معظم المناطق السورية، والأمر لا يحتاج إلا إلى شرارة، وتنطلق الحرب.
وسط احتمال الحرب مع إيران، وتحمل سوريا مزيداً من الخسائر والأضرار، سيظل هناك احتمال آخر، هو ألا تقع الحرب، وأن تحل مشكلات إيران مع خصومها عبر المفاوضات والتنازلات، وهو مسار صعب، يعتقد البعض أن طهران لا تحتمل نتائج الدخول فيه، وتحمل نتائجه، لكن الحرب بما تجره على إيران ودول المنطقة والعالم، ربما تدفع الجميع، وتجبر إيران نحو سلوك آخر غير الحرب.

شاهد أيضاً

تركيا: تسرق وتنهب الأثار في سوريا بحجة تواجد عناصر من حزب العمال الكردستاني تحت الأرض

على غرار ما سرقه الاحتلال التركي في مدينة عفرين المحتلة خاصة وبقية المناطق المحتلة بدأ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.