الرئيسية / أخر الاخبار / العرب اللندنية: معضلة الضمانات في الاتفاق الأميركي الإيراني المرتقب

العرب اللندنية: معضلة الضمانات في الاتفاق الأميركي الإيراني المرتقب

كثرة الأطراف المعنية بالاتفاق بين طهران وواشنطن تجعله مرتقباً وتاريخياً، وتدفع به أولوية بالنسبة للدولتين، ولكن هل يمكن أن يحصل العالم على اتفاق ينضح بضمانات ترضي إيران وخصومها معا

التصريحات تقول إن لا أحد يريد الحرب بين إيران والولايات المتحدة. هذا هو حال جميع المعنيين، علنا على الأقل. رغم ذلك جهزت جيوش في البر والبحر والجو، فتأهبت عواصم واستنفرت سفارات.
الضمانات في هذه الأزمة ليست فقط معضلة الخيارات العسكرية لحلحلتها، وإنما السياسية أيضا. فإيران والولايات المتحدة تبحثان عن ضمانات لأي اتفاق قد تتوصلان له، قبل أن تبدآ التفاوض حوله.
لا تريد طهران أن تبرم اتفاقا قد ينسحب منه الرئيس القادم للولايات المتحدة، ولا يريد الروس والأوروبيون والصينيون مثل هذا الاتفاق أيضا، لأنه يبقي عصا العقوبات الأميركية على رقاب شركاتهم ومصارفهم.
على الضفة الأميركية، لا تطمح واشنطن لاتفاق يسمح لإيران بتطوير أي سلاح خارج حدود المراقبة الدولية، حتى ولو كان رمحا أو سيفا. كما أنها لا تريد أن تواصل إيران تمددها في المنطقة لتغدو قوة عظمى.
دول الخليج العربي، جيران إيران، لا تنتظر اتفاقا بينها وبين واشنطن يخلو من ضمانات لعدم تدخلها في شؤونها. وهو مطلب تشترك فيه مع عدة دول عربية تعاني الأمر ذاته في سياسة إيران الخارجية.
ثمة دول مثل الهند، تفضل وجود ضمانات اقتصادية لأي اتفاق أميركي-إيراني مرتقب. فكلما توترت علاقة الدولتين ترتفع أسعار النفط، ويدخل الاقتصاد العالمي في مشكلات لا ناقة لأحد فيها ولا جمل.
إسرائيل هي الأخرى تريد الاطمئنان للاتفاق المرتقب بين طهران وواشنطن. تريد وقف تدفق الأموال والدعم إلى الميليشيات الإيرانية التي تجاورها، وتريد أيضا المحافظة على معادلة تفوقها العسكري في المنطقة.
كثرة الأطراف المعنية بالاتفاق بين طهران وواشنطن تجعله مرتقبا وتاريخيا، وتدفع به أولوية بالنسبة للدولتين، ولكن هل يمكن أن يحصل العالم على اتفاق ينضح بضمانات ترضي إيران وخصومها معا.
وسواء جلست طهران وواشنطن لتبحثا اتفاقا جديدا، عبر الحرب أو عبر التفاوض، فإن النتيجة لن تكون مرضية لجميع الأطراف، ومن يتوهم بصفقة عادلة للجميع لا يزال يحبو في عالم السياسة.
ثمة ثلاثة سبل للحصول على ضمانات في الاتفاق المقبل بين أميركا وإيران. المال أولا، ودعم ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والخيار الثالث هو مقايضة الضمانات بمصالح تهم واشنطن.

شاهد أيضاً

دولة الاحتلال التركي تعيد هيكلة مرتزقتها

يحتدم الصراع بين الدولة التركية ومرتزقتها من جهة، وبين المرتزقة أنفسهم من جهة أخرى، في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.