حظي مرتزقة داعش بدعم لا محدود من دولة الاحتلال التركي وبعضاً من دولٍ عربيّة منذ بداية الأزمة السوريّة، وأصبحت روج آفا مركز النضال ضدّ داعش الذي وقع في مأزق مع تشكل التحالف الدولي ضدّه، وفي ضوء ذلك، بذلت دولة الاحتلال التركي جهوداً كبيرة للحفاظ على نفوذها وسيطرتها في المنطقة، فلم تقطع علاقاتها مع داعش وواصلت دعمها للمرتزقة بطرق واستراتيجيات مختلفة وجديدة.
وثّقت منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة (STJ) في تقريرها الصادر عام 2021 تحت عنوان “استمرار الانتهاكات دون محاسبة: عناصر بارزة في داعش بصفوف الجيش الوطني السوري”، انتقال 27 عنصراً من مرتزقة داعش بينهم متزعّمون برتب مختلفة إلى مرتزقة دولة الاحتلال التركي ما يُسمّى “الجيش الوطني السوري” التي تحتل مناطق عديدة في شمال وشمال وشرق سوريا.
وبحسب معلومات مؤكّدة من مصادر خاصة لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فإنّ هويات مرتزقة داعش الذين دمجتهم دولة الاحتلال التركي ضمن مرتزقة ما يسمى “الجيش الوطني السوري” هي:
مثنى خليل الحسن من مواليد عام 1990مدينة الميادين في دير الزور، وهو عنصر سابق في داعش وقاتل ضمن في تدمر والرقة والعراق، ويعيش الآن في كري سبي المحتلّة من قبل الدولة التركية، ويُعرف في صفوف مرتزقة “الجيش الوطني السوري” باسم “أبو الوفا” وينتمي الآن لمرتزقة الجبهة الشامية.
سميح فؤاد يازلجي الملقب بأبو عمر من مواليد كري سبي عام 1990، وهو مرتزق سابق في تنظيم داعش وقاتل ضمنها في العديد من المناطق في سوريا والعراق، ويعيش الآن في كري سبي المحتلة، ويقوم بأعمال استخباراتيّة ضمن ما يسمى بـ “الجيش الوطني السوري”.
رعد حسن الوفائي من مواليد بلدة الميادين عام 1996، انضمّ إلى مرتزقة داعش بين عامي 2015-2017، ثمّ انتقل إلى مدينة الباب الخاضعة للاحتلال التركي، ويُعرف باسم أبو محمد، وشارك في احتلال عفرين ثمّ التحق بصفوف مرتزقة “فيلق الشام”.
أدهم فاتح الشكرجي من مواليد دير الزور عام 2000، كان عنصراً في داعش بين عامي 2015-2017، ويُعرف في صفوف “الجيش الوطني السوري” الآن باسم أبو بكر، ويعيش في مدينة جرابلس الخاضعة للاحتلال التركي.
طارق أبو عزيز من مواليد بلدة الميادين عام 1991، وكان عنصراً في داعش بين عامي 2015-2017، توجّه إلى سري كانيه مع احتلالها من قبل تركيا، وهو الآن مرتزق في صفوف “الجيش الوطني السوري” ويُعرف باسم أبو علي.
ماجد مصطفى الخالد الملقّب بأبو دجانة الأنصاري من مواليد بلدة الميادين عام 1990، انضمّ إلى داعش عام 2015، وينتمي الآن “للجيش الوطني السوري” ويعيش في سري كانيه المحتلة.
محمد أنس العبيد من مواليد عام 2001 في قرية درنج في ريف دير الزور الشرقي، كان من مرتزقة داعش بين عامي 2014- 2017، توجّه لاحقاً إلى منطقة كري سبي المحّتلة من قبل دولة الاحتلال التركي، وهو الآن ضمن مرتزقة “الجبهة الشامية” باسم أبو معاوية.
محمد محي الدين من مواليد قرية الكوبار في دير الزور، وهو عنصر سابق في داعش، قاتل إلى جانب داعش في العديد من الحروب في العراق وسوريا، ويعيش الآن في منطقة كري سبي ويُعرف باسم أرندس وينتمي إلى مرتزقة “الجبهة الشامية”.
وجعلت دولة الاحتلال التركي من المناطق المحتلة، خلال السنوات الأخيرة، معقلاً آمناً لمرتزقة داعش ومتزعّميها، ووفقاً للمعلومات التي حصلنا عليها من مصادر موثوقة، فإنّ جهاز الاستخبارات الوطني في دولة الاحتلال التركي (MÎT)، منح مرتزقة داعش في مدينة عفرين وقراها بطاقات خاصة تمكّنهم من التحرّك بحرية، ويمكن للمرتزقة في ناحيتي كري سبي وسلوك اللتين تحوّلتا الآن لمعقلين لداعش في سوريا، التحرّك بحريّة دون أي رقابة أو مساءلة، ويتولّى مرتزقة داعش العراقيّون مهمّة تأمين السكن لأسر داعش في سري كانيه.
وفي الـ 12 من تموز عام 2022، أُعلن عن مقتل والي دمشق السابق وأحد أبرز زعماء داعش، ماهر العقال، في ناحية جندريسه التابعة لعفرين المحتلّة من قبل تركيا، ويُعدّ ماهر العقال أحد أمراء داعش، وهو الذي نظّم مجزرة برسوس وشارك في مجزرة كوباني عام 2014، ونشط ضمن المرتزقة مع أشقائه وأبناء عمومته.
ولم تكن العملية التي نفّذها التحالف الدولي ضدّ ماهر العقال الأولى ولا الأخيرة، ففي الـ 16 من حزيران من العام ذاته (2022) وخلال عملية في جرابلس، أُلقي القبض على مرتزق ومتزعّم بارز في داعش بالإضافة إلى والي الرقة هاني أحمد الكردي، وأُلقي القبض على المتزعّم هاني أحمد الكردي بدعم استخباراتي من قوات سوريا الديمقراطية.
خبير القنابل في داعش
هاني أحمد الكردي (40) من الرقة، فرّ إلى جرابلس الخاضعة للاحتلال التركي، بعد معركة الرقّة التي كانت قد أُعلنت ما تسمى “عاصمة الخلافة” لداعش في أقوى مراحله.
حدّدت قوات التحالف أنّ هاني أحمد الكردي هو خبير القنابل والمسيّرات لدى داعش، وأنّه ربط خلايا داعش في مناطق كالرقة ودير الزور ومنبج ببعضها البعض، وأمّن لها الأسلحة والذخائر.
وتخفّى هاني أحمد الكردي الذي له علاقة بجهاز الاستخبارات التركي (MÎT) في جرابلس ومناطق أخرى بهوية تاجر محروقات، ومن المعروف أنّه شارك في العديد من المجازر والهجمات.
في شباط عام 2022، وخلال عملية نفّذها التحالف الدولي بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، قُتل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي (الصلبي) “خليفة” أبو بكر البغدادي، على بعد 400-500 متر فقط من إحدى المقرات التركيّة في بلدة أطمة في إدلب.
مقتل البغدادي على الحدود التركية
ناهيك عن مقتل أبو بكر البغدادي المسؤول عن سفك دماء آلاف الكرد والسوريين، في الـ 27 من تشرين الأوّل عام 2019، في عملية مشتركة لقوات التحالف وقسد في قرية باريشا في محافظة أدلب التي تحتلها تركيا، وضمن القرية التي تبعد 7 كم فقط عن الحدود التركية، وكانت هناك وثائق لدخول وخروج البغدادي إلى ومن تركيا، فيما أُلقي القبض، لاحقاً، على عددٍ من أفراد أسرته في تركيا.