أشار الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، إلى أن تركيا تسعى من خلال هجماتها الوحشية التوغل بعمق العالم العربي عبر البوابة السورية، وان التجربة في شمال وشرق سوريا أساس مهم للتحول الديمقراطي في سوريا.
وفي هذا السياق اجرت “وكالة الفرات للأنباء”، لقاء مع الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، والذي تحدث بدوره عن سبب تصعيد دولة الاحتلال التركي من هجماتها على المنطقة في الآونة الأخيرة وقال: “عملياً ربما كان هناك موقف رافض من قبل اغلبية القوى المعنية بالملف السوري لعملية عسكرية تركية، لكن في الواقع هناك تصعيد وهناك عملية ضدنا، بشكل يومي اعتداءات تركية، استهدافات، ضرب مراكز مدنية ومناطق حدودية، يكملها اليوم التصعيد والعدوان التركي بشكل آخر وعملية عسكرية من نوع آخر، بالإضافة إلى ان تركيا ما زالت تبحث عن توفير المناخ السياسي لأي عملية عسكرية قد تقوم بها كالمعتاد، ويبدو أن في القمة الأخيرة في سوتشي وفي طهران تم مناقشة هذه التفاصيل حول كيفية التحرك الثلاثي لاستانا معا بخصوص الملف السوري على جميع الأصعدة بمعنى العدوان التركي موجود، ونحن الآن في حرب مع تركيا وتركيا قرارها واضح في هذا الخصوص”.
كما تطرق بدران جيا كرد، خلال حديثه الى استهداف دولة الاحتلال التركي للقواعد والنقاط التابعة للنظام السوري على الرغم من الوساطة الروسية لإعادة العلاقات بين النظام التركي والنظام السوري من خلال اللقاءات بين المسؤولين الامنيين بين الطرفين والتصريحات التركية، حيث قال: “تركيا اليوم تمر بضائقة سياسية داخلياً وإقليمياً وحتى دولياً، تريد الدخول مجدداً بعمق العالم العربي ولكن عبر البوابة السورية والمصرية حتى، التقاربات التي تتحدثون عنها هي موجودة منذ وقت طويل لكن شكلها والياتها تختلف، وفي هذه المرحلة تحديداً، فإن النظام التركي يعيش اضعف مراحله حيث التراجع عن جملة من اهدافه في سوريا لروسيا والنظام السوري، فقط لخدمة هدفه الوحيد وهو القضاء على مكتسبات شعبنا في شمال وشرق سوريا، كما انه واقع في مازق سياسي واقتصادي كبير جداً وقبوله للتصالح مع دمشق ودفع المجموعات ما يسمى المعارضة للمصالحة، هي نتيجة ضعفه والأزمة التي يواجهها في الداخل والخارج، حيث أنه عجز عن تحقيق اهدافه في مناطق الدفاع المشروع وشمال وشرق سوريا وهو الان يقوم بمحاولاته الاخيرة على حساب شعبه وحلفائه، ونرى بانه سيفشل ايضا لوجود نضال ومقاومة شاملة من قبل شعوب المنطقة ضد سياساته الاحتلالية القذرة ولا تهمه سوى مصالحه السلطوية والشخصية الضيقة.
أما عن اسباب استهداف تركيا لمناطق أو قواعد النظام فهي تصرفات تكتيكية ومتعلقة ببعض المجريات اليومية على الأرض بشكل متبادل على جبهات مختلفة، بدءاً من ادلب واللاذقية مروراً بمناطق الادارة الذاتية، ولكن تركيا تحاول نسف التفاهم العسكري الموجود بين قسد والجيش السوري وأنها لن تقبل ان تكون هناك اتفاق سوري موجه ضد الاحتلال من خلال استهدافها لكثير من مواقع الجيش السوري في مناطق الإدارة”.
وعن الوضع الحالي للازمة السورية وأُفُق الحل قال الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد: “الأزمة في اوج تعقيدها مجدداً مع تطور بعض الأوضاع والظروف الدولية المرتبطة بالحرب الاوكرانية الروسية وانعكاساتها على المشهد السوري الذي تتأثر بشكل مباشر بتداعيات الحرب من النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية وما يتم الحديث عنه عن تقارب بين دمشق وأنقرة وهي ايضا لها جوانب عدة مرتبطة بالحرب الاوكرانية الأمر الذي لا يمكن أن يكون بدون تقديم تنازلات، وهذه التنازلات لطالما ستكون بتوافق وتفاهم سياسي أمني، حكماً سيكون على حساب الشعب السوري وقضيته، لا يمكن وسط هذه التعقيدات التنبؤ بحل معين ما دام هناك من يريد الذهاب لخيارات بعيدة عن رغبة الشعب السوري، حيث الافق السياسية للحل مبهمة، وكل الجهود التي بذلت وصلت الى طريق مسدود ولم تفرز عن نتائج سواء مسار جنيف او استانا، وهذا الجمود مرتبط بالدرجة الاولى بالمتغيرات الدولية وبات الاهتمام الاستراتيجي للقوى الدولية المهيمنة على القضايا الاكثر حيوية بالنسبة لهم، وفي نفس الوقت فان اي تغيير في السياسات المتبعة بالشأن السوري ستكون في فلك ادارة الازمات بشكل متداخل والتضحية بالقضايا الاقل اهمية من اجل تحقيق الاهداف الاستراتيجية من الدرجة الأولى، وعلى ما يبدو بان الملف السوري سيستمر بتعقيداته الحالية بل نحو الاكثر تعقيداً ان لم تكون هناك اجماع دولي واقليمي وسوري بل يمكن ان يتعرض لسياسات تصعيدية تارة ومقايضات تارة اخرة.
وان التشتت في المواقف السورية والكثير منها متأثرة بسياسات واجندات بعيدة عن المصلحة الوطنية السورية وكذلك التمسك بالمواقف التقليدية التي تصر على استمرار السياسات المتأزمة كلها اسباب تساعد على زيادة الفجوة وتعمق الازمة على حساب مصالح الشعب السوري خدمة لأجندات أخرى.
اعتبار ما يوجد في شمال وشرق سوريا من تجربة على إنها أساس مهم للتحول الديمقراطي في سوريا، وأنها باتت تشكل آمال وطموحات الشعب السوري بأكمله وأنه يمكن ان يؤسس عليه مستقبل سوريا ديمقراطية لامركزية تعددية”.
وفي ختام حديثه أشار الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، الى موقف الدول الضامنة لاتفاقيات وقف إطلاق النار (امريكا -روسيا) حيال العدوان التركي المستمر ضد مناطق شمال وشرق سوريا، مؤكداً بأن هناك هشاشة في مواقف الدول الضامنة وقال: “بالأساس هناك هشاشة في مواقف الدول الضامنة وإلا لما حدثت اعتداءات تركية أصلاً، حقيقة هذا الضعف في المواقف هو الذي يطلق يد تركيا في المنطقة ويدفعها للهجوم ضدنا، اليوم وعندما يكون هناك تعذر في ضبط تركيا عبر هذه الدول الضامنة فإن الاتفاقية أمام الانهيار لأنها غير موجودة الا على الورق عندما نأتي ونقارنها بالواقع، فالحل هو إما أن هذه الدول تسعى للقيام بدورها الضامن وأما الاتفاق او التفاهم بشكل آخر وادخال قوات تابعة للأمم المتحدة للإشراف على حماية الحدود ومنع الهجمات والعدوان التركي وإلا فإن الحرب ستكون الخيار الآخر والمفتوح”.