قال عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الكردي – اللبناني، وممثل الإدارة الذاتية في لبنان، عبد السلام أحمد، إن هذا “المؤتمر يعقد في ظروف صعبة تمر بها المنطقة وصراعات دولية، وإن المنطقة غير المستقرة قد تؤدي إلى تغيرات دراماتيكية، وهذه التغيرات ألحقت الضرر بالشعبين العربي الكردي”.
أضاف عبد السلام أحمد، لوكالة “هاوار” الكردية على هامش المؤتمر الذي عقد في بيروت، يوم أمس، “هناك علاقات تاريخية وأيضاً مصلحة مشتركة بين الشعبين العربي والكردي في هذه المنطقة، وحقيقة الكرد يجدون في العالم العربي عمقاً وامتداداً لهم”.
وشدد على أن يكون للعرب دور في إنصاف القضية الكردية ودعم الشعب الكردي الذي يتعرض اليوم إلى عدوان تركي، “هذا العدو الذي لا يستهدف فقط الشعب الكردي، بل يستهدف أيضاً العرب، فمن المعلوم أن تركيا بقيادة أردوغان تريد العودة مرة أخرى إلى قيادة الخلافة العثمانية، وتجد العالم العربي من أملاك الدولة العثمانية”.
وقال ممثل الإدارة الذاتية في لبنان، عبد السلام أحمد، إن هذه الإطلالات بالطبع أيضاً هي رسالة وشكل من أشكال التوعية، لاطلاع الشارع العربي على الكرد، وإبعاد الفكر الخاطئ عن الكرد بأنهم “إسرائيل ثانية”، ومع الأسف الكثيرون يتكلمون عن هذا الجانب، والشعب الكردي كان له يد وإضافة عبر التاريخ العربي الإسلامي.
وختم أحمد حديثه لوكالتنا، بالقول: “إن الكرد لعبوا دور المتراس بالتصدي للغزوات التي استهدفت العالم العربي، واستهدفت الشعوب الإسلامية في هذه المنطقة، وإن الكرد هم الذين تصدوا للحملات الصليبية التي هاجمت المنطقة، وأيضاً جحافل المغول والتتار وكانوا دائماً المتراس”.
واختتمت فعاليات المؤتمر، بإصدار البيان الختامي وعدد من التوصيات، أهمها ضرورة تعزيز الحوار الثقافي المترسخ على مرّ التاريخ بين الشعوب والهويات والثقافات والعقائد.
وتعهد المؤتمر بالعمل على تكريس ثقافة القبول والاعتراف بكافة الهويات القومية والثقافية والإثنية، ويَعتبرها منبع غنى وتنوع، مؤكداً أن السبيل إلى حل القضايا والتناقضات المتجذرة في لبنان والشرق الأوسط، يَكون بالحوار، وليس بالحروب أو بالنزاعات المسلحة. وعليه، فإنه يؤكد ضرورة وأهمية اعتماد “مشروع الأمة الديمقراطية ودولة المواطنة” أساساً في بناءِ مستقبلٍ واعدٍ للمنطقة، ومرتكزٍ إلى السلام والديمقراطية والحرية.
وهدف المؤتمر إلى حماية وتطوير القيم الثقافية والديمقراطية والاجتماعية والسياسية المشتركة لشعوب المنطقة، مشدداً على ضرورة تعزيز الحوار الثقافي المترسخ على مرّ التاريخ بين الشعوب والهويات والثقافات والعقائد الموجودة في لبنان أساساً، وأوصى بتشكيل لجنة من نخبة المثقفين والمثقفات لهذا الغرض.
المصدر : ANHA