مركز الاخبار
فاقم استمرار تهاوي قيمة الليرة التركية الأوضاع المعيشية لآلاف السوريين في مناطق الشمال السوري المحتل والتي تسيطر عليها الفصائل المرتزقة الموالية للاحتلال التركي، بعد أن أصبحت الليرة التركية العملة الرئيسة المتداولة بين السكان في المعاملات التجارية إلى جانب الدولار الأميركي.
وتحولت مناطق شمال سوريا التي تديرها جماعات “المعارضة” المدعومة من تركيا إلى الليرة باعتبارها العملة الرئيسية العام الماضي لتحل محل الليرة السورية المتدنية بشدة.
ومع تسارع انحدار قيمة الليرة التركية أخيرا انعكس الأمر على أسعار السلع في الأسواق، في حين رفعت شركات بيع الوقود أسعار البنزين والديزل والغاز المنزلي، وذلك عمّق معاناة المدنيين وزاد الأعباء والمشاكل، لا سيما لدى العمال بالأجرة اليومية وذوي الدخل المحدود.
وتضطلع شركة “وتد” والذي تعود ملكيتها لـ”جبهة النصرة”، بتقديم الوقود والغاز للمدنيين في إدلب وريف حلب، وقامت في الشهر الماضي برفع الأسعار مرات عدة، وينتقد السكان طريقة عمل الشركة ويتهمونها بالهيمنة على السوق واحتكار عملية البيع.
وفي الأيام الأخيرة شهدت عدة مدن من مناطق التي تسيطر عليها “القاعدة والفصائل الموالية للإحتلال التركي”، وقفات احتجاجية، ردا على غلاء الأسعار ورفع قيمة الخبز والوقود من قبل ما تسمى “حكومة الإنقاذ”، وطالب المحتجون بالتدخل لضبط أسعار السوق لا سيما المواد الأساسية للمدنيين من الغذاء وغاز الطهي.
وزاد الاحتقان والغضب الشعبي لدى الأهالي بعد ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة إذ بلغ سعر أسطوانة الغاز المنزلي 109 ليرات تركية وسعر ربطة الخبز 3.5 ليرة، في الوقت الذي يتقاضى العامل في تلك المناطق يومية لا تتجاوز 15 ليرة تركية.
أما أبرز ما يسبب مشكلة ارتفاع الأسعار في أسواق بحسب الأهالي المنطقة فهو غياب الرقابة الحقيقية، وتحكم التجار المقربين من سلطات الاحتلال التركي بالأسعار دونما محاسبة، وذلك يسمح لهم برفع السعر من دون تفكير بعواقب هذه الإجراءات.
بينما استشهد تقرير حديث للأمم المتحدة عن الوضع الإنساني بتقديرات أن “97 بالمائة من السكان، حتى أولئك الذين يعملون، يعيشون في فقر مدقع”.
ويرتفع معدل التضخم بنفس سرعة ارتفاعه في تركيا المجاورة، مع وصول المواد الغذائية الأساسية مثل بيع الخبز بأسعار قياسية والقوة الشرائية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
herdem-news