مركز الاخبار
كشف مصدر مطلع من داخل مدينة دمشق عن وجود مقبرة جماعية هي الأكبر على الإطلاق في تاريخ “إجرام النظام السوري الطائفي” تقع عند تحويلة “جسر بغداد” في أول طريق “المتحلق الشمالي”.
وأفاد المصدر الذي كشف المقبرة لجهات إعلامية عدة بأن مصادفة قادته لأن يستمع من أحد العسكريين الذين يخدمون في ثكنة قريبة من تلك المنطقة عن وجود هذه المقبرة الكبيرة التي تشرف على حراستها مفرزة مختلطة من “الفرقة الرابعة” و”المخابرات الجوية”، منعا لاقتراب أي شخص من تلك المنطقة.
وحصل المصدر على معلومات وصور جوية تفيد بأن النظام أنشأ هذه المقبرة بداية العام 2014 في منطقة عسكرية بحتة تابعة لأفرع النظام الاستخباراتية، حيث تحيط بها الثكنات العسكرية من جهاتها كافة، محاذية تماماً لمدرسة الاستطلاع التي تجاورها من جهة الغرب، ومن الجنوب تحاذيها إحدى رحبات القوى الجوية، ومن جهة الشمال يوجد سرية لـ”الهجانة”، إضافة إلى معسكرات الصواريخ في “القطيفة”، بينما من جهة الشرق يقع حاجز “الفرقة الرابعة” و”المخابرات الجوية” الموجود على طريق دمشق – حمص الدولي (نهاية نزول الثنايا).
عمل النظام على تسوير هذه المقبرة التي تبلغ مساحتها 66 دونم (6.5 هكتار) قبل البدء بالدفن فيه، ووضع عليها حراسة من “الفرقة الرابعة” و”المخابرات الجوية”، حيث يتبعون للحاجز الكبير الموجود على الطريق الدولي خلال الأعوام السابقة كانت حركة البرادات التي تنقل الجثث مرصودة ومصورة جواً ويمكن لأي مستخدم لبرنامج “غوغل” أن يتابع ويرصد حركة هذه البرادات، مع حركة الدفن والحفر داخل المقبرة على مدار السنوات المنصرمة.
وحسب المصدر فإن هذه المقبرة تضم جثامين لمعتقلين تمت تصفيتهم داخل المعتقلات والسجون نتيجة التعذيب وخاصة سجن “صيدنايا” وسجن “الفرقة الرابعة” و”الحرس الجمهوري” وفروع المخابرات المختلفة وباقي المعتقلات، وجثامين تم نقلها من مقابر جماعية أخرى كان النظام قد دفن فيها العشرات وخاصة بالقرب من الثكنات العسكرية المختلفة.
كما تحتوي جثامين لمصابين ومرضى من ما يسمى المعارضة السورية كانوا قد قضوا داخل مشافي النظام بعد أن تم إسعافهم إليها خلال المعارك، وجثامين أخرى لمقاتلين من فصائل الجيش الحر سابقا لأن الفصائل الموجودة الأن هم عبارة عن مرتزقة وليس جيش حر، الذين قتلوا خلال المواجهات مع النظام واستولى النظام على جثامينهم خلال المعارك إضافة إلى جثث لعناصر ومجندين حاولوا الانشقاق عن النظام وتم إعدامهم ميدانيا.
وحسب نفس المصدر فلا يوجد داخل تلك المقبرة ما يدل على أسماء المدفونين فيها، فلا شواهد على القبور، لكن تم ترقيم القبور عن طريق وضع لوحات صغيرة مسجل عليها أرقام متسلسلة، وهذه الأرقام المسجلة على تلك القبور تعتبر مفتاح للتعرف على بيانات بعض الجثث حسب السجلات السرية الموجودة لدى المخابرات الجوية والفرقة الرابعة التي تشرف على هذه المقبرة، وربما لغايات أخرى لم تتضح حتى تاريخه.
حسب الصور الجوية المتوفرة فقد تم تقدير وإحصاء عدد الجثامين التي تم دفنها بحوالي 6 آلاف رفات على الأقل وهذا الرقم قابل للزيادة حسب التصفيات المستمرة داخل السجون والمعتقلات والمعارك الجارية، إذا لا تزال مساحات كبيرة منها فارغة.
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول: أن هذه المقبرة تتميز عن غيرها بخصائص مميزة وفريدة من حيث موقعها ومساحتها الكبيرة وشكل تصميمها وكثافة القبور فيها وحراستها. وأوضح المصدر أن النظام قسم هذه المقبرة إلى حقول وأقسام مستقلة عن بعضها البعض يفصل بينها طرق فرعية، يبدو أنها أنشئت بهذا الشكل لغايات لم يتم الكشف عنها.
herdem-news