مركز الاخبار
دعونا نتفق على أن ما يسمى الجيش السوري التابع للنظام هو جيش طائفي بامتياز كون المناصب القيادية فيها بغالبيتها يسيطر عليها الطائفة العلوية أما الموتى هم المجندون من أبناء بقية المكونات والطوائف السورية.
لم يكن معظم السوريين يحتاجون إلى 10 سنوات من القتل والتدمير والتشريد والتهجير حتى يثبت لهم أن الغالبية الساحقة من قادة جيش الأسد وأجهزته الأمنية ينحدرون من لون طائفي واحد فقط وهم العلويين.
للنظام أهدافه التي لا تخفى على احد في حصر المناصب العسكرية والأمنية الحساسة بأشخاص أكثر ولاء للمنظومة التي وضع لها حافظ الأسد حجر الأساس، ليبث الانقسام بين فئات المجتمع السوري رغم ادعاءاته شعارات تكشف حجم النفاق والتناقض بين النظرية والتطبيق.
لم يتغير المشهد كثيرا في عهد بشار الذي يؤسس كما يرى ناشطون سوريون إلى ترسيخ التوريث كآلية للحكم لاستنساخ كوريا شمالية جديدة لكن دون سلاح نووي ولا حتى كيماوي بعد تنازله عن الأخير مقابل السكوت على جريمته في غوطتي دمشق في آب أغسطس/2013.
الكثير من السوريين يرى أنه ليس جيش سوريا، وإنما جيش نظام الأسد أو جيش سوريا الأسد، لم يعمل لحماية حدود البلد من الخارج، ولكنه قتل مئات الآلاف من بقية الطوائف واعتقل مثلهم وشرد الملايين برفقة حلفاء استقدمهم من خارج الحدود، لحماية كرسي الحكم.
ومن سخريات القدر التي تتكرر مرارا أن مئات الغارات الإسرائيلية بالصواريخ والطيران طالت أكثر من محافظة سورية، دمرت خلالها مئات الأبنية وقتلت العشرات من قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، لم يقم هذا الجيش الطائفي بالرد ولو لمرة واحدة، بل على العكس كان يجاهر بالرد عليها من خلال قصف المدنيين السوريين بكل ما يمتلك من أسلحة بما فيها المحرم دوليا.
ضمن هذا السياق نشرت وحصلت “وسائل اعلام عدة” على إحصائيات تكشف عن مستلمي المناصب القيادية في جيش آل الاسد الطائفي ونسب توزيع هذه المناصب على الطوائف الرئيسة في سوريا خلال العام الحالي 2021.
كما تكشف الدراسات والإحصائيات التكوين الحالي لسلسلة القيادة العسكرية التي تمت في ظلها “الانتخابات” المزعومة والتي من المفترض أن تكون “انتخابات ديمقراطية” كما يزعم المحتل الروسي.
وقد بلغ مجموع المناصب القيادية التي تم إحصاؤها في هذه الدراسات ضمن تسع مجموعات، 152 منصباً تتوزع حصص المكونات الطائفية فيها على الشكل التالي:
الطائفة العلوية 124 منصباً بنسبة 82 %
الطائفة السنية 22 منصباً بنسبة 14%
الطائفة الدرزية 3 مناصب بنسبة 2%
الطائفة المسيحية 3 مناصب بنسبة 2%
القومية الكردية لا يوجد لهم شيء
وتعد هذه الدراسات الأولى من نوعها بهذا الحجم التي تكشف وبالصور قادة الصف الأول ضمن تشكيلات جيش النظام البعثي، وهي تحوي على حوالي 150وظيفة قيادية تم تقسيمها إلى تسع مجموعات:
المجموعة الأولى قادة وأركان الجيش
المجموعة الثانية قادة الفيالق ورؤساء أركانهم
المجموعة الثالثة قادة الفرق البرية والجوية ونوابهم
المجموعة الرابعة قادة القوى والقوات ونوابهم
المجموعة الخامسة الهيئات العسكرية
المجموعة السادسة مدراء الإدارات ونوابهم
المجموعة السابعة المؤسسات العسكرية
المجموعة الثامنة قادة المناطق العسكرية
المجموعة التاسعة الكليات والأكاديميات العسكرية.
ليست الغاية، كما قد يفهم البعض، من هذه الدراسات والإحصائيات إثارة الطائفية بين السوريين وإنما كشف ممارسات النظام العلوي لتلك الطائفية منذ توليها الحكم في سوريا تحت شعارات زائفة مثل الوحدة الوطنية والمقاومة والممانعة وغيرها من شعارات تمت تعريتها خلال الثورة السورية.
herdem-news