شكّل سقوط أول مرتزق من فصيل “فرقة السلطان مراد” التابعة لتركيا في ليبيا، وتصويت البرلمان التركي على الموافقة للإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا مناسبة جديرة بالاهتمام، لتسليط الضوء على الشركات الأمنية التركية العاملة داخل وخارج تركيا، ولعل أهم هذه الشركات وأكثرها إثارة للاهتمام هي شركة سادات SADAT للاستشارات الدفاعية الدولية الأمنية التركية الخاصة.
منذ آواخر 2019 قامت شركة سادات التابعة مباشرةً للرئيس التركي أردوغان بتعاون مع ما يسمى الحكومة السورية المؤقتة بافتتاح مكتب سري لها في مناطق محتلة من الشمال السوري التي أسمتها بمناطق “درع الفرات” من اجل تسجيل وسحب المرتزقة السوريين “بالجيش الوطني” للقتال في ليبيا وترك جبهات إدلب وحلب لصالح روسيا.
مصدرُ خاص أوضح لـ “شبكة هردم نيوز” أن الاسبوع الجاري شهد تحركات كبيرة ضمن قطاعات المرتزقة في “مناطق درع الفرات ” وطبيعة تلك التحركات كانت نشاطات لاستقطاب دفعات جديدة من المرتزقة والدفع بها الى ليبيا .
وأشار مصدرنا إلى أنّ العملية تتم عبر تسجيل مقاتلين أسماءهم في قوائم ترفع إلى قادة “الوطني” ومنهم إلى المخابرات التركية للموافقة وتنظيم عملية نقل المرتزقة إلى ليبيا وتحديد الفترة الزمنية.
ومؤخّراً، سجّلت “الشرطة المدنية” في منطقة الباب بريف حلب (درع الفرات) لعدد من أفرادها في القوائم لنقلهم إلى ليبيا، حيث أن مهمّتهم هناك هي حماية القواعد التركية في ليبيا، بحسب المصدر.
وأوضح مصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لضرورات أمنية، أنّ تركيا تعتمد بالدرجة الأولى على مقاتلي الفصائل التالية لسحبهم إلى ليبيا: “السلطان مراد، المعتصم، الحمزات، العمشات”. وزاد بأنّ اعتماد تركيا على هذه الفصائل نابع من ولاء قادتها المطلق له.
وعن سبب الولاء المطلق للأتراك، كشف المصدر أنّ أحد قادة “الوطني” اشترى سيارة بمبلغ 300 ألف ليرة تركي، بعد أن كانت حصّته مليون دولار أمريكي من “غنائم عملية نبع السلام.
لكن في الآونة الاخيرة تبين بأن هناك علاقة وثيقة بين تنظيم سادات SADAT والإيرانيين حيث قامت تنظيم سادات بتجنيد مجموعة من المرتزقة وإرسالهم الى اليمن لقتال القوات الموالية للإمارات والسعودية.
أكد مصدرنا من داخل مناطق درع الفرات بأن روى له شخصاً من مدينة حمص بأن أخاه سجل في مكاتب تنظيم سادات من أجل الخروج للقتال في ليبيا وبعد أن فقدنا الاتصال معه منذ ثلاثة شهور أتصل بنا وقال لنا إنه الان في اليمن ويقاتل الى جانب الحوثيين وسألنا السبب عن ذهابك الى اليمن فقال بأن رواتب الذهاب الى اليمن أغلى من ليبيا.
من المعروف قد صدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قرارًا بتعيين مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «سادات» للاستشارات الدفاعية الدولية الجنرال المتقاعد عدنان تنري فردي، بهيئة السياسات الأمنية والخارجية، وهي إحدى الهيئات التابعة للرئاسة التركية.
واعتبر تعيين «فردي»، صاحب السمعة السيئة في الأوساط التركية، وصديق التيارات والجماعات الإسلاموية في الوطن العربي والعالم، مكافأة من «أردوغان» لمؤسس «سادات» على جهوده في دعم النظام التركي.
ويشغل مؤسس «سادات»، إضافةً إلى منصبه الجديد، كبير المستشارين للرئيس التركي؛ حيث أصدر «أردوغان» في 16 أغسطس 2016 قرارًا بتعيينه في هذا المنصب، أي بعد نحو شهر من الانقلاب الفاشل في منتصف يوليو من العام ذاته.
وشركة «سادات» المساهمة، هي الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي توفر الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية في مجال الدفاع الدولي، وتأسست من قبل 23 ضباطًا وصف ضباط متقاعدين من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية، برئاسة عدنان تنري فردي، في 28 فبراير 2018، بحسب الموقع الرسمي للشركة.
herdem-neews