الرئيسية / أخر الاخبار / وجه أردوغان القبيح.. لماذا أصبحت تركيا تلهث وراء النفط؟

وجه أردوغان القبيح.. لماذا أصبحت تركيا تلهث وراء النفط؟

يصر أردوغان على سياساته التوسعية الخارجية من خلال التمدد العسكري أو الغزو الاقتصادي أو الثقافي إما طمعًا في كسب مكانة دولية كبرى من خلال الهيمنة على  السياسة الخارجية لهذه الدول أو الرغبة في السيطرة على مفاصل الدول في إقليم الشرق الأوسط عبر السيطرة على الثروات الطبيعية أو الاقتصاد والتجارة والتعليم والاستثمارات. وهذا عائد إلى نزعة الزعامة لدى أردوغان.

لماذا تدخلت تركيا في سوريا وليبيا

بعد اكتشاف الاحتياطات الهائلة للنفط في منطقة  شرق المتوسط والتي جاءت بناءًا على دراسات أمريكية أن هذه المنطقة تعوم على بحر من الثروات الطبيعية والتي من الممكن أن يولد صراعا في إقليم حوض البحر المتوسط بين الدول المشاطئة لبعضها البعض. وتأكدت تركيا أنها لن يكون لها نصيب في هذه الثروة بسبب معاهدة لوزان التي قيدت الحدود التركية البحرية بشكل أو بآخر على الرغم من أنها أطول السواحل المطلة على البحر المتوسط. عجز تركيا عن دخول الاتحاد الأوروبي وخلافها التاريخي مع قبرص واحتلالها لشمال جزيرة قبرص في السبعينيات من القرن الماضي، وخلافها أيضا من اليونان وهي عضو مؤثر في الاتحاد الأوروبي وبالتأكيد سيتم تفضيله على تركيا خاصة أن تركيا لا تنسى الاحتلال اليوناني لمدينة إزمير قبيل الاستقلال التركي الذي قاده الزعيم التاريخي لتركيا كمال أتاتورك، وأيضا اليونان لا تنسى إسقاط الدولة البيزنطية على يد القائد محمد الفاتح.

فوجدت تركيا ضالتها في العبث بالأنظمة العربية والعمل على تغييرها تحت راية الديمقراطية والحكم الرشيد من خلال دعم جماعات الإسلام السياسي، خاصة المطلة على البحر المتوسط فبدأت بسوريا ثم ليبيا ثم مصر وتجلى في النهاية أن الهدف مصلحة تركيا وليس مصلحة الدول أو الشعوب العربية وهو  ترسيم الحدود البحرية مع تركيا وخلق تحالفات واصطفافات ضد اليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي وتكون تركيا هنا تحتمي وتحتضن بالدول التي ذكرت تحت مظلة الوحدة الإسلامية التى يتاجر بها أردوغان دائما في المحافل الدولية حيث ظهر وجه أردوغان الحقيقي وهو الرغبة في السيطرة والزعامة واستعادة الأمجاد العثمانية.

من المؤسف أن تكون تركيا بلدا مسلما  طامعا في ثروات العالم العربي المسلم أيضا، بل تفعل كل شيء من أجل  اختراق الأنظمة العربية بهدف السيطرة على الدول وتطويع خيراتها لصالح تركيا من خلال تحالفها مع تيارات الإسلام السياسي، ووجدنا الصومال نموذجا لذلك ولكن تجلى خلال السنوات الأخيرة أن الدور التركي دور غير بريء ويسعى لجعل العالم العربي يدور في فلك تركيا.

منذ ضعفت قبضة الحكومة السورية على لبحدود الشمالية مع تركيا واتباع أنقرة سياسة الباب المفتوح مع الإرهابيين الذين أمطرت بهم سوريا مما جعلها دولة جاذبة للإرهابيين من أنحاء العالم على غرار أفغانستان في حربها مع السوفيت في الثمانينات من القرن الماضي، استغلت تركيا تلك الفوضى واتجرت بالنفط مع  تنظيم الدولة أو التنظيم الإرهابي، ذلك عبر وكلاء لتركيا في سوريا لتسد عجزها من النفط. وهذا ما قالته روسيا بعد أن أسقطت تركيا طائرة روسيا في 2015 وأيضا موثق في الأمم المتحدة أن تركيا وداعش تمتعتا بعلاقات قوية للغاية وتبادلتا الدعم المادي والمعنوي واللوجستي. فداعش ضرب كل الدول إلا تركيا واستخدت تركيا داعش لضرب استقرار سوريا والعراق وتقليم أظافر الأكراد، بل كانت داعش مخلبا لتركيا لضرب خصومها في الإقليم إلى أن ظهر التحالف  الدولي لمحاربة داعش في عام 2014.

تركيا التى أخذت على عاتقها تسليح الثورة السورية بهدف محاربة القوات الحكومية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد، وبعد أن تدخلت تركيا في الشمال السوري في ثلاث حروب وهي عملية درع الفرات في أغسطس 2016 وعملية غصن الزيتون في 2018 ونبع السلام في 2019 بحجة محاربة التمدد الكردي في هذه المنطقة. ولكن جوهر التدخل كان السيطرة على آبار النفط السورية في شرق سوريا ولكن الولايات المتحدة في النهاية هي التي فازت بكعكة الغاز في صحراء سوريا، وروسيا وشراكتها العملاقة التى استحوذت على الغاز السوري في ساحل البحر المتوسط بعد أن كان يسعى لسيطرة حكومة سورية موالية لها أيدلوجيا من جماعات الإسلام السياسي فيتمكن من التحكم في النفط السوري في البحر المتوسط تحديدا ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فتركيا خرجت خالية الوفاض من سوريا فلم تتحقق أي من أهدفها هناك سوى تحجيم التواجد الكردي قليلا ولكن لم تحصل على النفط السوري كما كانت تلبي نفسها ولم تزرع الديمقراطية أو تثبت نظاما موال لها في دمشق.

إن هوس أردوغان بالزعامة السياسية واستعادة حلم الخلافة العثمانية وتزايد شعوره القومي الشعبوي يجعله يمسك بورقة الإرهاب لابتزاز دول المنطقة ثم أضيف لهوس الزعامة الهوس بالثروات الطبيعية  مثل النفط والغاز وأصبح يسخر كل إمكانيات تركيا للسيطرة على الغاز والنفط في المنطقة العربية، فوجدنا أن التدخلات العسكرية في سوريا وليبيا والصومال بهدف استغلال تلك الثروات لصالح تركيا أو بهدف تطويع الدولة من أجل خلق محاور سياسية ودولية تخدم على رؤية أنقرة أجندتها في السياسة الخارجية وتجلي ذلك في ملف غاز المتوسط وأيضا أصبحت الصومال وقطر عين تركيا في الجماعة العربية والناطقين باسمها في الأزمات العربية، مثلما تفعل لبنان والعراق وسوريا في القضايا العربية المهمة فتخدم على الاجندة الايرانية في المنطقة إن غياب دور عربي حقيقي فاعل في المنطقة يسمح بمزيد بالتمدد الغير عربي سواء كان تركيا أو إيرانيا أو اسرائيليا لذا هناك محاولات لبلورة دور عربي من خلال دور مصر والسعودية والامارات والاردن والبحرين بهدف حماية الأمن القومي العربي .

فأردوغان مثل الساحر الذي لا تفرغ ألاعيبه فإذا فشلت ورقة الديمقراطية تظهر ورقة الإسلام السياسي والأخوة والوحدة الإسلامية وإذا فشلت يخرج ورقة الاستثمارات والتبادل التجاري والتنقيب عن النفط وإذا تعذرت فتلك البلاد كان تحت حكم العثمانيين يجب استعادتها بأي طريقة حتى إذا وصلت للغزو فحجج أردوغان لا تنتهي.

وكالات..

شاهد أيضاً

الخارجية الأميركية تؤكد ارتكاب مرتزقة الاحتلال التركي جرائم حرب

أكد تقرير الخارجية الأميركية أن مرتزقة “الجيش الوطني السوري” واصلوا ارتكاب أعمال النهب التي قد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.