الرئيسية / أخر الاخبار / تجسس تركي على دول في أوروبا والشرق الأوسط لتحقيق طموحات أردوغان

تجسس تركي على دول في أوروبا والشرق الأوسط لتحقيق طموحات أردوغان

هجمات إلكترونية تستهدف شخصيات بارزة وسفارات وأجهزة أمنية في قبرص واليونان والعراق.

قال ثلاثة مسؤولين أمنيين كبار في الغرب إن من المعتقد أن هجمات واسعة عبر الإنترنت استهدفت حكومات ومؤسسات أخرى في أوروبا والشرق الأوسط من تنفيذ متسللين يعملون لصالح الحكومة التركية، فضلا عن التجسس على جمعيات مدنية تركية بالداخل، ما يعكس توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التضييق على خصومه السياسيين.

ووفقا لمراجعة على سجلات الإنترنت العامة فقد اخترق متسللون ثلاثين مؤسسة على الأقل منها وزارات وسفارات وأجهزة أمنية، إضافة إلى شركات ومنظمات أخرى.

وأظهرت السجلات أن من بين ضحايا تلك الهجمات خدمات البريد الإلكتروني لقبرص والحكومة اليونانية ومستشار الأمن القومي للحكومة العراقية. كما استهدفت الهجمات المخابرات الألبانية ومنظمات مدنية داخل تركيا.

وتضمنت اعتراض تدفقات البيانات على مواقع الجهات المستهدفة مما مكن المتسللين على الأرجح من الدخول بشكل غير مشروع لشبكات جهات حكومية ومؤسسات أخرى.

ويقول مسؤولان بريطانيان وثالث أميركي إن تلك الأنشطة تحمل بصمات عملية تجسس إلكتروني مدعومة من دولة وتم تنفيذها لدعم المصالح التركية.

وأضاف المسؤولون أن الاستنتاجات تعتمد على ثلاثة عناصر، هي هوية ومواقع الجهات المستهدفة، إذ شملت حكومات دول لها أهمية جيوسياسية لدى تركيا، وأوجه التشابه مع هجمات سابقة يقولون إنها استخدمت بنية تحتية مسجلة في تركيا، ومعلومات ضمن تقييمات سرية لأجهزة مخابرات رفضوا الإفصاح عن تفاصيلها.

وأشار المسؤولون إلى أنه لم تتضح هوية الأفراد أو المؤسسات المسؤولة عن الهجمات، لكنهم يعتقدون أن موجات الهجمات الإلكترونية تلك على صلة ببعضها لأنها استخدمت نفس الخوادم أو بنية تحتية أخرى.

ويستهدف المتسللون الأتراك بوابات وسائل الإعلام المعارضة في تركيا. وفي هذا السياق، أقر الكاتب التركي علي آصلان غول بأن موقع “أحوال تركية” الإلكتروني الذي يعمل فيه قد تعرض لهجوم إلكتروني ومحاولات تعطيل في أكثر من مرة بسبب انزعاج السلطات من نشره أخبارا وتقارير عن وضع تركيا الاقتصادي والسياسي الصعب.

وقال الكاتب التركي في تصريح لـ”العرب” إن جهات استخبارية تركية حاولت إنزال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لدينا مرارا وتكرارا. لقد هددونا بالعديد من حسابات تويتر قبل الهجمات.

وأضاف آصلان غول أن المخابرات التركية لديها بعض المتسللين من القراصنة الإلكترونيين لمهاجمة دول أخرى في أوروبا والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن “الأتراك ركزوا بشكل خاص في الفترة الأخيرة على الشرق الأوسط بسبب الأزمة الليبية، حيث تدعم أنقرة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، المرتبط بالإخوان المسلمين”.

وأحجمت وزارة الداخلية التركية عن التعليق. ولم يرد مسؤول تركي كبير بشكل مباشر على الأسئلة المتعلقة بتلك الهجمات، لكنه قال إن بلاده تعرضت هي الأخرى من قبل لهجمات تسلل إلكتروني متكررة.

وقالت الحكومة القبرصية في بيان إن “الوكالات المعنية علمت على الفور بالهجمات وتحركت لاحتوائها… لن نعلق بالتفصيل لأسباب تتعلق بالأمن القومي”.

وقال مسؤولون في أثينا إنه ليس هناك ما يدل على أن أنظمة البريد الإلكتروني الحكومية تعرضت لأي خطر. ولم ترد الحكومة العراقية على طلبات للتعليق.

ووفقا لسجلات الإنترنت العامة التي اطلعت عليها رويترز، فقد وقعت الهجمات الإلكترونية على قبرص واليونان والعراق في أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019. وقالت المصادر ومحققون يعملون بشكل مستقل في مجال أمن الإنترنت إن السلسلة الأوسع نطاقا من الهجمات لا تزال مستمرة.

وأظهرت السجلات أيضا أن هجمات التسلل والاختراق تتم منذ أوائل عام 2018 على الأقل.

وقال المسؤولون الثلاثة ومسؤولان آخران في المخابرات الأميركية إنه على الرغم من أن هذا النوع من الهجمات التي تنفذ عن طريق التلاعب بنظام تعريف اسم نطاق الإنترنت (دي.أن.أس) شائع على مستوى أصغر إلا أن حجم تلك الهجمات أثار قلق أجهزة المخابرات الغربية.

ويعتقد المسؤولون أن الهجمات ليست مرتبطة بحملة تسلل أخرى استخدمت الطريقة نفسها وتم اكتشافها في أواخر 2018.

وقال جيمس شانك الباحث في “تيم سيمرو”، وهي شركة أميركية لأمن الإنترنت أبلغت عن بعض من استهدفتهم تلك الهجمات، إن المتسللين نجحوا في اختراق مؤسسات تتحكم في نطاقات على أعلى مستوى.

صحيفة العرب

شاهد أيضاً

الخارجية الأميركية تؤكد ارتكاب مرتزقة الاحتلال التركي جرائم حرب

أكد تقرير الخارجية الأميركية أن مرتزقة “الجيش الوطني السوري” واصلوا ارتكاب أعمال النهب التي قد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.