الرئيسية / أخر الاخبار / العرب اللندنية: سياسة تركيا في سوريا بين الجذب الأميركي والبقاء في الحلف الروسي

العرب اللندنية: سياسة تركيا في سوريا بين الجذب الأميركي والبقاء في الحلف الروسي

تركيا تستقوي بعودة حليفها التقليدي، الولايات المتحدة، بقوة إلى الملف السوري، لكسب أوراق ضغط على حليفها الروسي غير الموثوق في سوريا، خاصة أن حلفها الأخير فرض عليها الخضوع لأجندته والصمت عن مطلب إسقاط نظام الأسد

تتمسك تركيا باتفاق سوتشي الموقع مع روسيا في 17 سبتمبر الماضي. لذلك هي تطالب موسكو بالضغط على النظام السوري للتراجع عن المناطق التي استولى عليها في كفرنبودة وقلعة المضيق، لكنها في الوقت نفسه، لم تقم بخطوات فعّالة لاستكمال بنود الاتفاق فيما يتعلق بحلّ معضلة المتشددين، وسحب السلاح الثقيل، وفتح الطرق الدولية، وتسيير دوريات مشتركة مع روسيا.
ورغم اشتداد حدّة القصف، وتصاعد أعداد الضحايا إلى المئات، ونزوح قرابة 270 ألف مدني إلى حقول الزيتون، وتدمير قرابة 22 مركزا طبيا خلال شهر مايو، يمكن القول إن العملية الروسية-النظامية في إدلب مازالت محدودة، ولم تستخدم روسيا سياسة الأرض المحروقة، كما فعلت بالغوطة الشرقية العام الماضي، حتى لا تتسبب بكارثة نزوح إلى تركيا، ستؤدي إلى انقلاب كلّي في موقف الحليف التركي، وإلى غضب أوروبي ورفض أميركي.
حسمت الإدارة الأميركية الجدل حول تداعيات قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، باتجاه تعطيل القرار، بل وأن تأخذ الولايات المتحدة دورا حاسما في الملفّ السوري، حسب ما يوضّحه خطاب الـ 400 نائب في الكونغرس، والذين يشكّلون أغلبية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
تستقوي تركيا بعودة حليفها التقليدي، الولايات المتحدة، بقوة إلى الملف السوري، لكسب أوراق ضغط على حليفها الروسي غير الموثوق في سوريا، خاصّة أن حلفها الأخير فرض عليها الخضوع للأجندة الروسية، والصمت عن مطلب إسقاط نظام الأسد، والقبول بتشكيل اللجنة الدستورية وفق مؤتمر سوتشي “للحوار الوطني” مطلع 2018، بينما رغبتها تتناسب أكثر مع الطرح الأميركي بالعودة إلى القرارات الأممية خاصة القرار 2254.
إيران بدورها متخوّفة من أنّ التقارب التركي-الأميركي سيطال تواجدها الاستراتيجي في سوريا، ومهتمة بالإبقاء على حلف أستانة، خوفا من توافق أميركي-روسي-تركي على إخراجها. وهي مازالت تملك أوراق قوة على الأرض، وفي دوائر قرار النظام، وتحوز على الاستثمارات الاقتصادية طويلة الأمد، وبالتالي هي تعتاش على الخلافات الروسية الأميركية والروسية التركية، أي أن لها مصلحة في عدم التقارب حول الحل السوري.

شاهد أيضاً

تركيا: تسرق وتنهب الأثار في سوريا بحجة تواجد عناصر من حزب العمال الكردستاني تحت الأرض

على غرار ما سرقه الاحتلال التركي في مدينة عفرين المحتلة خاصة وبقية المناطق المحتلة بدأ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.