مع ارتفاع درجات القلق والتوتر في منطقة الخليج العربي، وزيادة الحرب الكلامية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة، لا يمكن اعتبار حوادث الخلية الإرهابية التي تم القضاء عليها في الزلفي والتابعة لتنظيم «داعش»، وبعدها تم كشف خلية إرهابية أخرى في القطيف، وها هي عمليات «تخريبية» تحصل في الخليج العربي بحق سفن تجارية تابعة للسعودية ودولة الإمارات… لا يمكن اعتبار حدوث كل ذلك من باب الصدفة، خصوصاً أنه يأتي بعد تكليف شخصية جديدة لقيادة «الحرس الثوري» الإيراني، الذي وعد بعمليات «جديدة ومتنوعة» للرد على التهديدات بحق إيران. ولكن الاسم المهم الغائب عن المشهد المضطرب هذا هو «روسيا»، وروسيا لها علاقة غير تقليدية مع إيران. فتقليدياً الروس لديهم اهتمام بما يحصل في إيران لقناعتهم بوجود حدود استراتيجية مشتركة بين البلدين في بحر قزوين.
هناك تقارير تسرب أن نظام إيران يتآكل من الداخل، وقد يكون الوضع «جاهزاً» لأن يكرر التاريخ نفسه في حالة سقوط النظام الإيراني؛ فقد يكون من الممكن أن نرى سيطرة أميركية على الجزء الجنوبي من البلاد مقابل سيطرة روسيا على الجزء الشمالي. الأسواق التجارية والبورصات المالية وأسعار النفط والذهب لا تزال صامدة ومستقرة حتى الآن من دون قلق أو تشنج، ما يعني أن هناك احتمالات «قليلة» لحرب مفتوحة ضد إيران، وإن كان الحراك العسكري الأخير من قبل الولايات المتحدة لا يمكن التقليل منه أبداً.
إيران دولة مارقة منذ وصول الخميني إلى رأس السلطة فيها، والمنطقة لم تهدأ أبداً ودوماً ما كانت أصابع الاتهام تشير إلى إيران وأدواتها الإجرامية. هناك أطراف لديها مصالح عظمى في «تغيير» جذري في وضع إيران، ولكن العالم كله بات مدركاً أن استمرار إيران بوضعها الحالي فيه تهديد للسلام العالمي. وهذا ما زرعه النظام بيديه ويجني حصاده اليوم.
قد لا تكون هناك طبول حرب تقرع في الآفاق، ولكن جرس إنذار لدرس مؤلم تجاه نظام تمادى أكثر مما يجب.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: زواج الفتيات في دير الزور من عناصر الميليشيات الإيرانية في تزايد مستمر وخطير
تشهد مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها زيادة ملحوظة في ظاهرة …