الرئيسية / أخر الاخبار / الإيزيديون والأربعاء.. عيد بدء الحياة والخليقة

الإيزيديون والأربعاء.. عيد بدء الحياة والخليقة

يعدّ الإيزيديون الأربعاء، يوم بدء الخليقة والحياة على الأرض، حيث يلونون فيه البيض بعد سلقه، في دلالة على كروية الأرض وألوان الحياة، وتوقد 365 من الـ ÇIRA في لالش النوراني على عدد أيام السنة.

يحتفل الإيزيديون، اليوم الأربعاء، برأس السنة الإيزيدية (الأربعاء الأحمر)، الذي يصادف الأربعاء الأول من شهر نيسان بالتقويم الشرقي (الكرمانجي)، والذي يتأخر عن التقويم الميلادي 13 يوماً.

 وتقول إحدى الأقوال الدينية لدى الإيزيديين المترجمة من الكردية (وتعدّ اللغة الكردية لغة الأقوال الدينية الإيزيدية): الأربعاء يوم فاضل، خلقه الملك فخر الدّين من العشق والقلب، لم يعرف للراحة والغفلة معنى حينها، فالأربعاء يوم دون حساب، وهذا الجواب جاء من الملائكة، تُفتح فيه أبواب الخير من الشروق إلى الغروب).

Çarşem rojeka fadile Melik Fexredîn afrandibû ji eşiq û dile Nasnedikir rihetî û xefiletê

Çarşem rojeke bi hesabe Ji ba wan meleka hatî ev cewabe

Derîyêt xêra divekirîn ji rojhelat heta rojava

وقبل حلول يوم الأربعاء بيومين (الإثنين والثلاثاء)، تقوم الأسر الإيزيدية بسلق البيض وتلوينه حسب العدد الذي تريده كلاً منها، وتزور قبور موتاها وتوزّع البيض الملون والحلوى، خلال اليوم.

وترمز البيضة للكرة الأرضية، وسلق البيض إشارة إلى تجمّد اليابسة وذوبان الجليد الذي كان يغطي الأرض، وتلوين قشرة البيضة إشارة إلى ألوان الورود والأزهار والأرض.

ووفق معتقد الديانة الإيزيدية، فإن الكون كان عبارة عن ظلام وضباب، وكانت الأرض مغطاة بطبقة من الجليد، وقد أرسل الله “طاووس ملك” يوم الأربعاء إلى الأرض لكي يعمّرها، ويُوجد الحياة فيها، بأمر من الله على هيئة طائر الطاووس، ونزل لأول مرة في لالش (أقدس مزار لدى الإيزيديين)، ويوجد في جنوب كردستان، ولوجود طبقة من الجليد فقد حطّ على شجرة هرر، (شجرة العزة الربانية)، وبقدرة الخالق ذابت طبقة الجليد بفعل حرارة الشمس، وظهر وجه الأرض على حقيقته، وازدانت بحلة من الزهور والورود بمختلف الألوان، الأحمر والأصفر والأخضر، لهذا فقد عدّ هذا اليوم بداية للربيع، فأُطلق عليه رأس السنة الإيزيدية.

ويمنع الإيزيديون خلال أيام العيد نبش التربة والحراثة إلى جانب كل أيام شهر نيسان، ويُرجعون السبب أن جميع البذور والنباتات تنمو في هذا الشهر، كما ولا يعقدون الزواج إلا بعد انقضاء نيسان.

وإلى جانب قيام الأسر الإيزيدية بطقوس العيد من تلوين البيض والاستعداد لإحياء اليوم، تجري في معبد لالش النوراني، طقوس دينية خاصة يشارك فيها الآلاف من بنات وأبناء الديانة الإيزيدية وأعضاء المجلس الروحاني الإيزيدي ويشعلون 365 من الـÇira  وهي تشبه الشمعة مصنوعة من القماش الأبيض المغمس بزيت الزيتون النقي الذي يجمع من الأشجار في محيط المعبد.

ويؤكد الإيزيديون أيضاً، أن هذا العيد هو عيد لعموم كردستان، حيث يعتمدون في ذلك على أحد السبقات الدينية (الأقوال الدينية) التي تقول:

Çarşema serî Nîsanê

ŞêxAdî , şêx Şims xweste dîwanê

Xwedê berê xwe dide Êzdîxanê

Ewe cejna Kurdistanê

وترجمتها العربية:

“الأربعاء بداية نيسان

طلب الشّيخ آدي، من الشيخ شمس للمثول بين يديه، فالله قد نظر بعين الرحمة إلى الإيزيديين

إنّه عيدٌ لكردستان“.

شاهد أيضاً

تركيا: تسرق وتنهب الأثار في سوريا بحجة تواجد عناصر من حزب العمال الكردستاني تحت الأرض

على غرار ما سرقه الاحتلال التركي في مدينة عفرين المحتلة خاصة وبقية المناطق المحتلة بدأ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.