بدأت قوات النظام السوري، مدعومة بغطاء جوي روسي، حملة عسكرية عنيفة في إدلب،وذلك وسط صمت تركي.
حل ملف الجهاديين معقّد، خاصة بالنسبة لتركيا؛ فإخراج حوالي 25 ألف مقاتل من الأجانب المتشددين ليس بالأمر السهل، مع رفض دولهم استقبالهم، كما تفعل مع مقاتلي تنظيم داعش المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية وملف هيئة تحرير الشام أيضا من الملفات الشائكة، كونها مسيطرة على 90 بالمئة من المنطقة، وتشترط الإشراف على الدوريات الروسية – التركية المشتركة، الأمر الذي ترفضه روسيا.
حيث سمحت تركيا لهيئة تحرير الشام بالسيطرة شبه الكاملة على منطقة بوتين _ أردوغان ، مما عقّد الوضع، في خطوة من تركيا لتشكيل ورقة ضغط على روسيا تستخدمها في ملفات أكثر أهمية بالنسبة إليها من إدلب؛ وهو ما تفعله اليوم بخصوص تل رفعت، لدفع موسكو إلى القبول بتسيير دوريات مشتركة فيها.
بقاءُ الجهاديين في المنطقة العازلة شكّل حجة لروسيا لفرض بنود الاتفاق بالقوة. لكن موسكو مقيّدة في حملتها هذه: بحدود تململ الحاضنة الشعبية للنظام بسبب سوء الوضع المعيشي، وعدم استعدادها لتقديم المزيد من الضحايا. وكذلك رفضت إيران الطلب الروسي بمشاركة ميليشياتها، حيث لم تعد لطهران مكاسب في إدلب، بعد أن أقصتها روسيا عن مناطق الغاب وريف حماة، وسيقتصر دورها على المراقبة.
وبذلك يكون النظام السوري مجبر على قبول التعاون مع قوات سورية الديمقراطية كونهم من أبناء سورية ويمكن التفاوض معهم وبشروط من الاخيرة وخاصة بعد إعلان امريكا بأنها لن تنسحب من شرق الفرات
روسيا تريد منطقة خالية من الفصائل غير المنضبطة،لتأمين محيط قاعدة حميميم من استهدافات المعارضة المتكررة؛ وذلك استكمالا لما قامت به في ريف حماة الشرقي ومنطقة الغاب، في مناطق سيطرة النظام، بجعلها مناطق نفوذ خالصة لها، وخالية من التواجد الإيراني، حيث تقيم فيها معسكراتها، وقد طردت سكان قريتي بريديج والجرنية، لإقامة قاعدة عسكرية لها تدعم الخطوط الأمامية وقوات سورية الديمقراطية تريد تحرير عفرين وإعادة أهلها إليها وهنا تلتقي المصالح.
هذا عدا تراجع الولايات المتحدة عن الانسحاب الكلي من شرق الفرات، حيث تريد روسيا أن يستعيد النظام السوري مناطق شرق الفرات أو أن يكون للنظام حصة فيها ، للاستفادة من ثرواته، ومن الاستثمارات وعملية إعادة الإعمار.
وفوق ذلك أوشك الطرفان التركي والأميركي على التوصل إلى اتفاق بشأن المنطقة الأمنة شمالي شرقي سوريا، بعد لقاء خلوصي أكار، وزير الدفاع التركي مع جيمس جيفري، المبعوث الأميركي إلى سوريا، والذي من المتوقع الإعلان عنه فصوله بعد شهر، حيث يجري التوافق على العمق الذي ترغب تركيا في التوغل به. الأمر الذي يزعج روسيا ويحفّزها على الضغط على تركيا لتحصيل مكاسب روسية شرقي الفرات.
وعلى هذا الاساس ستشهد إدلب وعفرين أشتباكات عنيفة يكون ضحيتها عناصر الفصائل المرتبطة بتركيا والمدنين .