مركز الاخبار
الانتقال والتحول من دراسة المنهاج التركي إلى دراسة وتدريس منهاج النظام السوري والإيراني بشكل خاص تأتي هذه التطورات بعد إعلان تركيا التطبيع مع النظام السوري وفق مصالحها وعلى حساب الثورة.
وفي أول خطوة قام بها الاحتلال التركي لإجبار الطلاب على دراسة منهاج النظام السوري هي عدم قبول الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية في جامعاته ومعاهده أو منعهم من عبور الحدود والوصول إلى الجامعات بحجج واهية أو حجج امنية.
عقب احتلالها من قبل الدولة التركية مع مرتزقتها لأجزاء من الشمال السوري، فحاكموا هذه المنطقة يرسخون فيه ما يحفظ استمرار وجودهم كسلطة أمر واقع خاصة استغلالهم للقطاع الأبرز وهو التعليم واتخاذ المناهج وسيلة لبرمجة الأجيال وأفكارهم وقناعاتهم بحسب أجندات الاحتلال التركي.
تعمد دولة الاحتلال التركي إلى إعادة بناء المناهج الدراسية لتتفق مع أهدافها وتعريفها للقيم والأحداث والمفاهيم، وهو الأمر الذي سرى في عدة مناطق المحتلة من الشمال السوري.
تواصلُ لجنة التربية والتعليم في مناطق ما تسمى المعارضة السورية التي تسيطر عليها الفصائل المرتزقة الموالية للاحتلال التركي في شمال غرب وبعض مناطق من شرق سوريا، فرض مناهج تعليمية للصفوف الدراسية في مدارسها العامة، تحتوي في معناها الأعم على رؤيتها السياسية التي تقدِّس رموز وحركات القومية التركية، إلى جانب تعديلات وتشابيه تمسُّ الأديان والعُرف المحلي.
تمثّلت آخر تلك التغيُّرات في المناهج التعليمية التي اعتمدت وزارة الأوقاف التركية في بداية الشهر الجاري، حيث وزع الكتب من المنهاج الايراني في مناطق سيطرة ما تسمى المعارضة السورية في شمال السوري المحتل.
ويحتوي المنهاج الجديد، بحسب ما نقلت مصادر محلية لـ”هردم نيوز”، على دروس في مادة الديانة الاسلامية التي تدرَّس لجميع الصفوف، وتعرض هذه الدروس عن واقع المأساوي الذي عاش فيه الحسين في كربلاء وعن ثقافة التشييع وانتشاره في المنطقة.
اعتبر الأهالي في المناطق المحتلة والتي هي تحت النفوذ التركي وفصائله المرتزقة أن ما تحتويه هذه الكتب هي تشويه للحقائق وللدين، ما دفع الأهالي إلى رفض المناهج التي فرضتها وزارة الأوقاف التركية، وهدّدوا بإضراب شامل عن المدارس التابعة للجنة التربية والتعليم، ما دفعَ “الاوقاف التركية” إلى إيقاف توزيع المنهاج إلى اشعار آخر.
وقال أحد المدرِّسين، من مدينة تل أبيض المحتلة شمالي الرقة، خلال حديثه لـ”هردم نيوز”: “أقدمَت وزارة الاوقاف التركية” على فرض المواد الجديدة مؤدلجة بالثقافة الايرانية ضمن المنهاج التعليمي من جهة و من جهة اخرى يتم تهميش المدارس بجلب المدرسين غير كفؤين الى مناطقنا ادى إلى ضعف قدرة تعليم الطلبة في المنطقة.
هذا وقد أشارت المصادر إلى تحول كبير وانتقال عام من الأهالي والمدرسين والعودة إلى التدريس وفق كتب ومناهج النظام السوري في المناطق المحتلة وبشكل سري داخل البيوت ومن ثم السفر والذهاب إلى مناطق النظام لتقديم الامتحانات هناك وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير في تلك المناطق المحتلة بعد تصريحات من كبار المسؤولين الاتراك بتطبيع العلاقات مع النظام السوري على مبدأ حسن الجوار والمصالح المشتركة ودعوة المعارضة إلى ضرورة المصالحة مع النظام السوري.