قال الصحفي أردوغان ألتان إن اللقاءات الأخيرة بين الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، كانت تهدف إلى الاستفادة من الحرب الأوكرانية الروسية في مسعى إلى التخطط لهجوم جديد، والسيطرة على خط الغاز وتعزيز سلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني.
مع اندلاع الحرب بين أوكرانيا وروسيا، أطلقت الدولة التركية سلسلة من اللقاءات. حيث عقد في الـ 11 من شهر آذار الجاري النسخة الثانية من منتدى أنطاليا الدبلوماسي برعاية وزارة الخارجية التركية، والتقى خلالها كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الدفاع التركي خلوصي آكار، ورئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، والناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، مع نيجيرفان برزاني.
غياب علم حكومة جنوب كردستان وكذلك أسماء ممثلي الدولة التركية المحتلة الذين حضروا الاجتماع تشير إلى عدة أمور. شعوب كردستان وصفت اللقاءات بأنها استسلام الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة برزاني. كما يعتبر العديد من السياسيين الاجتماع بمثابة اتفاق على هجوم شامل على جنوب كردستان وروج آفا.
وأوضح ألتان أن لهذا الاجتماع أهداف اقتصادية وأخرى تتعلق بتعزيز سلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلا أن الجانب الأهم يتعلق بالأهداف السياسية والعسكرية في إطار الهجوم على روج آفا وجنوب كردستان. وفيما يتعلق بالمواضيع الاقتصادية التي تم تناولها في الاجتماعات قال ألتان :”إن اتفاقية الغاز التي ابرمتها الدولة التركية مع روسيا وإيران وأذربيجان انتهت في نهاية عام 2021. تم تجديدها مع أذربيجان فقط فيما تم تجميدها مع إيران وروسيا. حالياً تتجه أطماع الدولة التركية المحتلة، وخاصة حزب العدالة والتنمية، نحو حقول الغاز والنفط في جنوب كردستان. في منطقة الاتحاد الوطني الكردستاني (المنطقة الخضراء) ، يقال إن 60 في المائة من مصافي الغاز في أيدي الاتحاد الوطني الكردستاني، في حين أن 40 في المائة منها والواقعة في منطقة زردشت تخضع لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني. حيث تنتج 11 مصفاة نحو 17 تريليون متر مكعب من الغاز سنويا. كما تنتج مصافي زردشت أيضاً 13 تريليون متر مكعب من الغاز. أطماع الدولة التركية المحتلة تتجه الآن إلى آبار الغاز هذه “.
وقال ألتان إن الدولة التركية تبذل مختلف المساعي لتجاوز العقبات التي تحول دون حصولها على البترول، وقال “على الرغم من أن الدولة التركية أبرمت عقوداً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ أكثر من 50 عاماً حول خط أنابيب كركوك-جيهان ، وكذلك مع شركات استخراج البترول، إلا أن الحكومة المركزية في العراق وكذلك القوانين الخاصة بإقليم جنوب كردستان تشكل عائقاً أمام تركيا. وتأتي هذه الاجتماعات الأخيرة لإزالة هذه العوائق. كما تريد الدولة التركية الحصول على موافقة الاتحاد الوطني الكردستاني عبر الحزب الديمقراطي الكردستاني من أجل التغلب على أزمتها الداخلية والسيطرة على خط أنابيب الغاز. كما يجرون محادثات مع اسرائيل التي نصبت نفسها كمركز ثان في العراق وخاصة في جنوب كردستان.
يضيف ألتان”نتيجة لسياسة الدولة التركية المتمثلة في الإبادة الجماعية للكرد والقضاء على المكاسب الكردية، فإنهم في حالة استعداد دائم لشن الهجمات، في إشارة إلى مساعي احتلال مناطق جديدة. تبذل مساعي حثيثة للحصول على إذن لشن هجوم واسع النطاق على كل من جنوب كردستان وحدود روج آفا.
وفي إطار خطط احتلال أراضي جديدة من قبل الاحتلال التركي، تطرق ألتان إلى دور الحزب الديمقراطي الكردستاني وقال: “سياسياً يعتبرون كل من نيجيرفان برزاني ومسرور برزاني كمحافظين لولايات تركية. بالنظر إلى تلك الاجتماعات من وجهة نظر دبلوماسية، نرى أنه لا يوجد علم لإقليم جنوب كردستان. والدولة التركية بطبيعة الحال تسمي الحزب الديمقراطي وعائلة البرزاني بـ “الأصدقاء المقربين” لذلك، يخضع كل من الحزب الديمقراطي وعائلة البرزاني لسيطرة الدولة التركية. الآن لا يوجد من يتصدى للدولة التركية أو يرفض أوامرها. وبهذا الشكل يمكن للدولة التركية بسهولة تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية ضد الكرد في جنوب كردستان وروج آفا على يد الحزب الديمقراطي وعائلة البرزاني “.
وأشار ألتان إلى أنه بعد أوكرانيا، ربما يتوجهون إلى إيران أو تركيا. لكن قبل أن يصل الوضع إلى هذه المرحلة، يقول ألتان إن الدولة التركية تريد تحقيق بعض المكاسب. “لا يوجد أي طرف قد يفكر بمصير المجتمع أو الشعوب في المنطقة، لا في الحكومات، ولا في الولايات المتحدة أو روسيا أو دول أوروبا. تم تنصيب حكومة زيلينسكي في السلطة بالقوة من قبل الناتو. يتم تصويره على أنه ضحية في وسائل الإعلام، لكن طريقة وصوله إلى السلطة لا تختلف جوهريا عن الوضع في الدولة التركية أو الدول الأخرى. بنيت أسس المجتمع الأوكراني على الاشتراكية. و الآن تريد الولايات المتحدة وروسيا تدمير هذا المجتمع. ويريدون تحقيق ذلك من خلال الحرب مع روسيا. هذه الحرب هي حرب بين المجتمعات المنظمة والقوى المهيمنة”.
المصدر : “وكالة هاوار”