في الذكرى السنوية لتحريرها.. كوباني كابوس الاحتلال التركي ومرتزقته
herdem
يناير 26, 2022
أخبار عاجلة, مقالات
14 زيارة
يصادف اليوم الذكرى السنوية لتحرير كوباني، المعروفة تاريخياً بمهد الثوار ورمز التضحية، وبعد دحر داعش أصبحت كابوساً للدولة التركية ومرتزقتها.
تم تحرير كوباني في 26 كانون الثاني 2015 بعد مقاومة 134 يوماً ضد مرتزقة داعش، وكتب الشعب الكردي تاريخاً جديداً، وأصبحت كوباني رمز المقاومة وانتصار خط الحرية، وبدأ انهيار مرتزقة داعش والدولة التركية بتحرير كوباني.
كوباني هي إحدى مدن غرب كردستان غالبية سكانها من الكرد، وجغرافياً تبعد 30 كم من نهر الفرات و100 كم من مدينة رها و150 كم من حلب، يعيش أهاليها على الزراعة، لو نظرنا إلى كوباني من الناحية الاقتصادية والجغرافية فهي ليست بمنطقة استراتيجية، لكن لماذا أصبحت كابوساً للدولة التركية ومرتزقتها وحاولوا احتلالها بكل الطرق والوسائل.
الهوية التاريخية لكوباني
كوباني دائماً كانت مهد الثوار، وتوجه قائد الشعب الكردي عبدلله أوجلان في 2 تموز 1979 أول مرة إلى كوباني بعد خروجه من تكريا، ومن هناك وهو محاط بوضع صعب جداً وقلة في الإمكانيات استطاع الانطلاق بأساس حركة الحرية.
بعدما بدأت ثورة الشعوب في سوريا ضد نظام الأسد، انطلقت أول شرارة للثورة في كوباني في 19 تموز 2012، حيث ثار شعب كوباني ضد النظام وطردوا قوات النظام منها، وأصبح تحرير كوباني بداية ثورة غرب كردستان وبناء الإدارة الذاتية.
ثورة غرب كردستان التي انطلقت شرارتها الأولى في 19 تموز في كوباني استطاعت أن تحتوي جميع الشعوب والمكونات في المنطقة مع بعض لتعيش حياة الشعوب معاً، وهذا ما ضغط على نظام الدولة القوموية، فاستنفرت الدولة التركية بقيادة أردوغان وحاولت كل جهدها لإسقاط هذا النظام وإبادة مكونات المنطقة.
في 22 تشرين الأول 2014 اجتمع برلمان إقليم كردستان لدعم كوباني، وقرر إرسال قوات البيشمركة، في 31 تشرين الأول وصلت قوة كبيرة من البيشمركة إلى كوباني، وكانت هذه المرة الأولى التي يحارب فيها مقاتلوا والكريلا والبيشمركة معاً في جبهة واحدة ووجهوا أسلحتهم نحو العدو.
كسرت كوباني الحدود التي تم رسمها باليد وأصبحت رمز اتحاد الأمة، لم ينضم لمقاومة كوباني هذه فقط إقليم كردستان بل انضم إليها العديد من الشخصيات الدولية لحماية الإنسانية، وضحوا بدمائهم على أساس فلسفة القائد أوجلان على تراب كردستان.
بداية الهجوم على كوباني
في آب 2013حاصر مرتزقة الجيش الحر وجبهة النصرة كوباني، ولم يسمحوا بدخول الأغذية والأدوية إلى المدينة، كما وقطعوا الكهرباء والانترنت عنها أيضاً، عندما اقترب المرتزقة من المدينة وسيطروا على بعض مناطقها، انتهت مهمة جبهة النصرة في الحرب والمحاصرة.
بعدها في 15 أيلول 2014 بدأ مرتزقة داعش وبالتعاون مع الدولة التركية بالهجوم على كوباني من عدة أطراف بالأسلحة الثقيلة التي جلبوها من الموصل والمناطق العراقية الأخرى وسوريا، فنقلت قوات حماية الشعب والمرأة YPGو YPJ المدنيين من القرى إلى المناطق الآمنة وبدون أي مساعدة من الخارج بدأوا مقاومتهم بأسلحتهم الخفيفة وإرادتهم القوية ضد المرتزقة، وكتبوا صفحة جديدة للمقاومة في تاريخ الشعب الكردي.
بعد انهيار خلافة داعش وأحلام الدولة التركية في كوباني، انتصر خط الحرية واليوم يخرج أردوغان بكل وضوح بلا أي قناع يحاول إكمال السيناريو الخاص به، لكن هذه المرة يهاجم هو وجيشه بنفسه، وبدأ التحرك بكل قواه منذ منتصف 2021 للهجوم مجدداً على شمال شرق سوريا، وخاصة لاحتلال كوباني ومنبج بعد أن منحته القوات الدولية الضوء الأخضر.
لم تكمل الدولة التركية هجماتها بعد، وبحسب معطيات الرئاسة المشتركة لكوباني فإن دولة الاحتلال التركي تهاجم بشكل يومي وتحاول مباشرةً دخولها، ونفذت حتى الآن 4 هجمات، واستشهد نتيجتها 12 مواطناً مدنياً، بالإضافة إلى قرى كوباني وحتى عين عيسى تقصف بشكل يومي، راح ضحيتها 4 عوائل وانهار عشرات المنازل والأماكن العامة والخدمية وجرح أكثر من عشرة أشخاص آخرين.
ووفقاً للمعلومات الواردة من الإدارة الذاتية للمقاطعة فإن الطائرات الكشفية للدولة التركية تحوم يومياً فوق كوباني، وتنشر الذعر والخوف عن طريق داعش ليدفع المواطنين إلى الهجرة.
قطع مصدر المياه
يمد نهر الفرات أهالي كوباني بالماء، لكن منذ سنة والدولة التركية تقطع مصدر الماء عن كوباني، ويعيش الأهالي صعوبات كثيرة لعدم توفر الماء، بالإضافة إلى المخاطر التي يشكلها قطع المياه على البيئة والزراعة في المنطقة، والذي تسبب بأضرار وصلت إلى ملايين الدولارات في قطاع الزراعة، كما وتوقفت جميع المصانع والمعامل قرب نهر الفرات واضطرت العوائل القريبة منها إلى الهجرة.
وقال الرئيس المشترك لمقاطعة كوباني، مصطفى إيتو، لـ Rojnews، وقال: “تهاجم دولة الاحتلال التركي ومجموعاتها المرتزقة المتعاونة معها إلى جانب النظام السوري بشكل مستمر، للثأر لداعش وضرب الأمان والاستقرار في كوباني باستهدافها، لأنها أصبحت رمز المقاومة ودحرت داعش وأحلام الدولة التركية، ويحاولون كل جهدهم لإبادة الأمة الديمقراطية.”
وأضاف إيتو: “منذ دحر داعش ومحاولاتنا مستمرة لتطوير كوباني وتحديثها وتأمين الخدمات فيها، من ناحية البناء والعمران والصحة والماء والكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى، العائق الوحيد أمامنا هو تهديدات وهجمات الاحتلال من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، لكن شعبنا قد ارتوى من نبع السلام والحرية والمقاومة ولن يتخلى عن هذا النبع، ويناضل دائماً في إطار الدفاع المشروع والمقاومة”.
والهجوم الأخير لمرتزقة داعش على سجن حسكة هو إحدى محاولات أردوغان ودولة الاحتلال التركي لاحتلال الحسكة وخلق الفوضى في شمال شرق سوريا.
ووفقاً لقوات سوريا الديمقراطية هاجم ما لا يقل عن 200 من المرتزقة الانتحاريين منهم من سري كانية وتل أبيض وبعضهم دخلوا من العراق في 20 كانون الثاني، وكانوا قد تموضعوا في حي غويران وهاجموا سجن الصناعة في الحسكة، محاولين الفرار بمعتقليهم في هذا السجن، لكن قسد أفشلت مخططاتهم وكسرت هجومهم وقتلت العديد منهم وأسرت البعض الآخر خلال هذا الهجوم.
وتستمر عمليات قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة ضد داعش ليومها السادس، وسلم حتى الآن 550 من المرتزقة أنفسهم، فيما تتجه أصابع الاتهام إلى دولة الاحتلال التركي ووقوفها وراء هذا الهجوم الأخير لداعش على الحسكة، مستهدفة الكرد مرة أخرى.