الرئيسية / تحليلات السياسة / روسيا لتركيا: إن كان لديك سلاح القوقاز فأنا لدي سلاح الاكراد …

روسيا لتركيا: إن كان لديك سلاح القوقاز فأنا لدي سلاح الاكراد …

مركز الاخبار

بعد تأكد روسيا بان تركيا حقا تنوي البقاء في أفغانستان وتود تعزيز نفوذها أكثر هناك عقب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأنها عرضت بالفعل على الإدارة الأمريكية وجرى تقديم العرض بشكل رسمي في اجتماع الناتو الذي جرى في يونيو الماضي.

كما أن تركيا زادت من تحركاتها في دول القوقاز ومنها إنشاء مطار في اذربيجان كما أنها باعت أوكرانيا اعداد كبيرة من طائرات بدون طيار المسيرة التي تنتجها هي وهذا كله يؤدي إلى توسع نفوذ الناتو في دول الجوار لروسيا ما تعتبره موسكو تهديدا وخطرا عليها وتثير مخاوفها كما أنها تدرك أن كل ما يحدث ليس مصادفة فهي تعلم ان أمريكا تريد من إفساح المجال الاقليمي لتركيا لتبعدها عن روسيا كما أن إردوغان مجبر على مسايرة وتنفيذ ما تطلبها منه امريكا لإنقاذ الوضع الاقتصادي التركي المتردي والتي تقف على حافة الهاوية وعلى وشك الانهيار،  كما أن روسيا هي نفسها فعلت في السنوات الاخيرة وعملت على إبعاد تركيا عن حلف الناتو وخلق حالة اختراق وانشقاق داخل الحلف والقضاء عليه.

كل ما سبق ذكره دفعت روسيا إلى اتخاذ خطوات يمكننا اعتبارها بتهديدات غير مباشرة لتركيا ومنها تصريح وزير الخارجية سيرغي لافروف في أخر تصريح له بخصوص الاكراد بضرورة بدء الحوار بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية وإمكانية تطبيق النموذج العراقي في سوريا ومنح الأكراد اعتراف بحكم ذاتي.

الهدف الأول من هكذا تصريحات هي عبارة عن تهديدات ورسائل مبطنة لكي تحصل على بعض التنازلات من تركيا أي أن روسيا تستعمل الاكراد كورقة ضغط على تركيا متناسية إمكانية حدوث توافق كردي تركي برعاية امريكية وإخراج هذه الورقة من يد روسيا التي تدرك أن هذه الورقة غير رابحة بيدها لأن ما فعلته مع الاكراد بزمن ليس بالبعيد عندما تخلت عنهم وكذبت عليهم في مدينة عفرين وفتحت المجال لتركيا باحتلالها لم ينسوه الاكراد وهذا يجلب معه نوع من عدم الثقة بموسكو وتصريحاتها ولم يأخذوا تصريحات لافروف على محمل الجد رغم أنهم قد رحبو بها وأعلنوا استعدادهم بالبدء بحوار جدي مع النظام وحملوا موسكو انها تستطيع دفع مسار المفاوضات إلى الامام كونها هي التي تتحكم بالنظام السوري وحكومته.

كما أن موسكو قامت بإدخال الصين إلى المواجهة والنزاع مع تركيا والناتو من خلفها والتي هي بالأساس موجودة ولكن هذه المرة دخلت إلى الخطوط الامامية وذلك من خلال منحها اسلحة حديثة ومُعِدَّات عسكرية متطورة لقوات النظام في جبهات إدلب بهدف استهداف المقاتلين الايغور ضمن الحزب الإسلامي التركستاني الذي تعتبره الصين خطرا عليها وعلى أمنها.

هذه الخطوات من الجانب الروسي الهدف منها الحصول على بعض التنازلات من تركيا بما يخص موضوع إدلب وقد يحدث هذا ولكن لن تثني تركيا من خطواتها في القوقاز بأوامر من الناتو.

herdem-news

شاهد أيضاً

المرصد السوري: زواج الفتيات في دير الزور من عناصر الميليشيات الإيرانية في تزايد مستمر وخطير

تشهد مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها زيادة ملحوظة في ظاهرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.