كيف لمن هرب ولم يقدم أية تضحيات، ولم يتحمل عبء حماية الوطن أثناء هجمات المحتلين والمرتزقة، سواء في سري كانية أو غيرها، كيف لهم اليوم أن يأتوا ويفتحوا بازارات على روج آفا؟ وهل يحق للذين وقفوا بجانب المحتلين وتركوا أرضهم أن يعيشوا اليوم على تلك الأرض التي رويت بدماء عشرات الآلاف من الشهداء؟ كيف وبأي وجه يمكن لمن لم يضحّي بشهيد واحد من أجل هذا الوطن أن يقول نريد أن نشارك في روج آفا، وأن يقولوا “النصف لنا ، والنصف لكم”، أو فيفتي فيفتي؟!
يعلم الجميع أن مايسمى “بيشمركة روج” هو مشروع تركي. الهدف منه خلق الاقتتال بين الكرد في روج آفا وخاصة في هذا المنعطف الحساس التي تمر بها المنطقة، لمنع إرساء الاستقرار في روج آفا. وقبل هزيمة داعش، افتتحت الدولة التركية قاعدة عسكرية لها في بعشيقا، ومثلما أنشأت إيران الحشد الشعبي، أنشأت تركيا هناك الحشد الوطني بهدف تمرير أجندتهم في المنطقة. وأقاموا هناك معسكرات تدريب دربوا فيها تركمان تلعفر ومحيط الموصل والعرب السنة وبيشمركة روج. وبعد أن استخدمت الدولة التركية كل الوسائل والطرق وفشلت في مخططاتها، تريد الآن استخدام بيشمركة روج كحصان طروادة وتحقيق أهدافها من خلالها.
لذلك ، فإن كلام السيد الدار خليل واستخدام كلمة “مرتزقة” لبيشمركة روج ليست مبالغة بل هي حقيقة. وبالطبع التقييمات والتفسيرات تتم على أساس الحقائق على الأرض وهناك دلائل واضحة على ذلك. فهل هناك شيء يُخفى؟ كلنا نتذكر أن وزير الخارجية التركية السابق أحمد داوود أوغلو مثلما كان يقوم بزيارة الوحدات العسكرية التركية والرفع من معنوياتهم، ذهب إلى باشور وزار بيشمركة روج الذين استقبلوه بحفاوة. ومشاهد تلك الزيارة موجودة على “You Tube” ويمكن للجميع مشاهدتها. وعشرات المرات التقى أعضاء المجلس الوطني الكردي مع الائتلاف السوري بقيادة زعيمه نصر الحرير في أربيل بمسعود بارزاني، والدولة التركية ووضعوا مخططات لمعادات روج آفا.
ألم يكن أولئك هم “بشمركة روج” الذين هاجموا خان سور في شنكال بأوامر من تركيا؟ ألم يكن هم أنفسهم من أطلقوا الرصاص أمام عدسات الكاميرات على مقاتلين من الكريلا اللذين كانا يترجيان تلك القوات للعودة، وكانا يدفعان بمدرعات البيشمركة بأيديهم لإيقافها لمنع اندلاع حرب بينهما؟ لكنهم لم يستمعوا إلى محاولة الكريلا، ونفذوا مطالب تركيا وأطلقوا النار على قوات الكريلا وعلى الصحفية التي كانت تصور الحدث، ما أسفر عن استشهاد الثلاثة حينها. وبلا شك، فإن مثل هذه الأفعال هي التي لا تسمح للكرد بحل مشاكلهم داخلياً، ولا تسمح بتحقيق الوحدة الوطنية. وليس من الحكمة أن تعقد السياسات مع المحتلين على حساب دماء الشهداء وعلى حساب طرف واحد، فهدف تركيا من هذه السياسة توجيه الكرد لقتال بعضهم البعض، لذا يجب على الكرد أن يتحدوا ويحققوا أهدافهم. ومتى تركت ENKS يد تركيا، حينا سيتم حل كافة المشاكل الداخلية.
وكالات