مركز الاخبار
لقد دخلت القوات الروسية وقوات النظام السوري شرق الفرات في خريف العام الماضي على أساس اتفاق عسكري مع قوات سوريا الديمقراطية بعد اجتياح الاحتلال التركي للمنطقة وعلى إثرها أدركت روسيا خطر دخول تركيا فعملت على منع ذلك.
كل ما يستطيع النظام السوري القيام به في شرق الفرات هو جذب بعض الشخصيات العشائرية عن طريق المخابرات والافرع الأمنية السيئة السيط التابعة لها والتي تلعب دوراً في الصراع المصطنع بين القبائل العربية في دير الزور وقوات سوريا الديمقراطية وهي على استعداد للقيام بالاستفزازات والاغتيالات ليتفاقم الانقسام بين قسد وبعض القبائل.
بالإضافة لذلك لا تملك القوات الروسية وقوات النظام السوري في هذه المنطقة أي سيطرة إقليمية وإدارية وإنما تكمن مهمتها بمنع تقدم القوات التركية في إطار الصراع التركي الروسي الخفي اللذان يسعيان إلى السيطرة على المزيد من المساحات وتقوية نفوذهما الاحتلالية وسرقة خيراتها.
في الجهة الأخرى تواصل قوات سوريا الديمقراطية وجودها المدعوم من أبناء المنطقة وعشائرها بعد القضاء على تنظيم داعش وعلى العكس من ذلك فقد تركهم النظام لمصيرهم المجهول تحت إرهاب التنظيم كما أن أبناء المنطقة يدركون هذه الحقيقة وما يعزز ذلك هي الإدارة المدنية التابعة لمسد ومشاركة كافة مكونات المنطقة فيها إلى جانب المنشآت العسكرية الامريكية التي لا تريد ترك المنطقة للروس والإيرانيين على ما يبدو.
وما يزيد من ضعف الروس والنظام أن كتائب الشرطة العسكرية الروسية الثلاث في منطقة الفرات محرومة من الدعم الجوي حيث لا يمكن نشر طائرات روسية دون موافقة الولايات المتحدة التي تسيطر على المجال الجوي فوق شمال شرقي سوريا؛ ما يجعل مواقع القوات الروسية والنظام أكثر خطورة في حال وقوع اشتباكات محتملة مع القوات المحلية أي قسد.
وكل ما يستطيع النظام السوري القيام به هو أن يطلب من بعض الوجهاء المحليين المرتبطين بالمخابرات إلقاء بعض التصاريح التحريضية واغتيال بعض الشخصيات العشائرية لإثارة الفتنة بين العشائر وقسد والترويج لها من خلال الإعلام الذي يتم كتابة كل أخباره وتقاريره بأيادي استخباراتية وبمساعدة من الإعلام الروسي والإيراني وإظهار ذلك على انه ثورة ضد القوات الامريكية وقوات سوريا الديمقراطية.
herdem_news