يصحو البعض بمزاج سيئ ويعانون طيلة النهار من نعاس شديد ومشكلات في الذاكرة ومع وجود قصة شخير ليلي يرجح الأطباء من بين الأسباب المحتملة حالة توقف التنفس أثناء النوم محذرين من إهمال تدبيرها ما يهدد بمشكلات صحية أكثر خطورة.
وانقطاع التنفس النومي الذي تقدر بعض الإحصائيات تأثيره على نحو 100 مليون شخص حول العالم يعني توقف التنفس لثوان بشكل متكرر أثناء النوم ويحدث لسببين الأول وهو الأكثر شيوعاً نتيجة فشل العضلات في الجزء الخلفي من الحلق بإبقاء مجرى الهواء مفتوحاً والثاني فشل الدماغ في التحكم بالتنفس أثناء النوم.
اختصاصية الأمراض الصدرية في مشفى الأسد الجامعي الدكتورة آلاء الخليلي توضح أن توقف التنفس أثناء النوم اضطراب شائع يحدث عند الذكور أكثر من النساء وفيما تتهم البدانة ولا سيما في محيطي العنق أو الخصر كسبب رئيسي تزيد عوامل أخرى كثيرة احتمالات الإصابة منها التقدم بالعمر وقصر الفك السفلي وضخامة اللوزتين واحتقان الأنف والتدخين والوراثة والحمل وبعض الأمراض كالقصور الكلوي والمشاكل القلبية المزمنة.
وتشير طبيبة الصدرية في محاضرة لها بمشفى الأسد الجامعي بدمشق إلى أن بعض الأعراض تساعد على تشخيص انقطاع التنفس خلال النوم حسب طبيبة الصدرية كالشخير وفرط النعاس النهاري وتبدلات المزاج وضعف الذاكرة وكثرة الأحلام المزعجة وقد تؤهب لمشاكل صحية خطيرة كالسكري وارتفاع التوتر الشرياني والأمراض القلبية الوعائية وحوادث الاختناق أو بسيطة كآلام الحلق وجفاف الفم.
ويرجح تشخيص الحالة كما تذكر الخليلي اجتماع أكثر من عرض كارتفاع توتر شرياني معند عن العلاج وفرط نعاس نهاري غير مفسر ليثبت بعدها بدراسة نوم مخبرية أو منزلية.
وتتوفر دراسة النوم المخبرية في سورية منذ عام 2000 حين أحدث أول مركز اختبار لكنها بقيت على “نطاق ضيق” حسب اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبد الرحمن دكاك في الهيئة العامة لمشفى دمشق الذي يؤكد ضرورة إيلاء أهمية أكبر لطب النوم وإدخاله بمنهاج كليات الطب تدريجياً والتأسيس له كاختصاص فرعي.
ومن التشخيص إلى العلاج الذي يركز كما يشير دكاك على تخفيف أعراض توقف التنفس وتحسين نوعية النوم ومستوى الأوكسجين في الدم مبيناً أنه يبدأ من تعديل سلوك المريض نفسه كإنقاص وزنه وممارسة الرياضة وتحسين صحته العامة وضبط مستوى ضغط الدم لديه وتفادي وضيعة النوم على الظهر واستبدالها بالاستلقاء على أحد الجانبين مع تجنب تناول الكحول نهائياً وبعض الأدوية مثل المنومات ومضادات الاكتئاب والهيستامين.
ويشمل تدبير انقطاع التنفس النومي أيضاً وفقاً لطبيب الصدرية العلاج الدوائي والجراحي حسب حالة كل مريض كما يفيد في بعض الحالات “جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي وهو قناع يغطي الأنف والفم وينفخ الهواء برفق في مجرى الهواء للمساعدة في إبقائه مفتوحا أثناء النوم.
ويفضل دكاك استخدام الجهاز لدى المرضى الذين يعانون انقطاع التنفس أكثر من خمس مرات بالساعة مع أعراض نهارية مزعجة أو أكثر من 15 مرة بالساعة دون أعراض.
وكانت دراسة استرالية أظهرت أن انقطاع التنفس النومي قد يضعف قدرة الشخص على تكوين ذكريات ذات معنى لحياته اليومية.