تزايدت أعداد قتلى المرتزقة السوريين في معارك ليبيا إلى نحو 200، قتل بعضهم على يد مجموعات سلفية موالية لحكومة الوفاق المؤقتة، فيما بات هؤلاء المُقاتلين اليوم يخشون بشدّة من الجيش الوطني الليبي والأهالي الموالين له هناك.
وتصاعد الاستياء في صفوف هؤلاء المرتزقة، وخاصة بعد أن بدأت تكشّفت حقيقة الوعود التركية الزائفة، وبات عدد كبير منهم يرغبون بالعودة إلى سورية أحياء ولا يرغبون أن يعودوا بالتوابيت، فيما تُدفن غالبية الجثث في عفرين وليس في مناطقهم.
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ المُقاتلين السوريين وقعوا في مستنقع الحرب في ليبيا التي لا ناقة لهم فيها أو جمل، وأضاف “توقعنا أن يكون هناك تمرد واستياء من قبل السوريين الذين تم زجهم في الحرب بليبيا وغرر بهم من قبل قادتهم الموالين لتركيا مثل فيلق الشام الإسلامي الذي يعتبر الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين والقادة الذين يعملون مع المخابرات التركية”.
وتابع عبدالرحمن “عندما زجوا بهؤلاء في ليبيا قالوا لهم بأنهم سوف يقاتلون عملاء إيران وروسيا وسوف تدافعون عن الشعب الليبي الذين جاؤوا لنصرة الشعب السوري سابقا”.
وأفادت مصادر سورية بأن 5 جثث للمقاتلين المرتزقة من الفصائل الموالية لتركيا وصلت ليلة أمس إلى قرية قرمتلق التابعة لناحية شيه في ريف عفرين، حيث قتلوا خلال المعارك الدائرة في ليبيا ليجري دفنهم في مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
وينتمي القتلى لفصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
وكان المرصد السوري نشر قبل أيام، أن الجانب التركي عمد إلى تخفيض رواتب المقاتلين السوريين الذين جرى تجنيدهم وإرسالهم للقتال في ليبيا وذلك بعد أن فاق تعداد المجندين الحد الذي وضعته تركيا وهو 6000 مقاتل.
ويواصل المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يحظى بمصداقية دولية وحقوقية عالية، مواكبة ورصد ومتابعة عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية.
وفي سياق ذلك، علم المرصد السوري أن استياء كبير يسود في أوساط المقاتلين السوريين الذين ذهبوا إلى ليبيا بسبب تخلف تركيا عن الإيفاء بوعودها وسط حالة مزرية يعيشها المرتزقة هناك.
ووفقاً لتسجيل صوتي لأحد المقاتلين هناك، تحدث عن ندم الجميع من القدوم إلى ليبيا وبأنهم تورطوا بذلك، داعين الراغبين بالذهاب إلى ليبيا بأن يتراجعوا عن قرارهم لأن الوضع ليس جيد إطلاقاً، فالأتراك تخلفوا عن دفع مستحقات المقاتلين البالغة 2000 دولار أميريكي للشهر الواحد.
وأضاف المقاتل “تركيا دفعت راتب شهر واحد فقط ثم لم تقدم لنا أي شيء، نقيم في المنزل وحتى السجائر لا نحصل عليها في غالب الأوقات، لا نستطيع الخروج من المنزل لأن المنطقة ممتلئة بخلايا تابعة لقوات حفتر”.
ويؤكد المقاتل “جميعاً يريد العودة إلى سورية وهناك دفعات تتحضر بالعودة عبر فيلق الشام”.