تسعى مصر لتطويق التدخل التركي في المنطقة العربية، وذلك من خلال تنسيق أمني مكثّف مع عدد من الدول العربية، تمهيداً لتعزيز التعاون العسكري لمواجهة الأطماع التركية، وذلك بحسب ما نشرت صحيفة العرب اللندنية في عددها الصادر اليوم الخميس.
وذكرت الصحيفة اللندنية أن مصادر أمنية كشفت لها أن رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل زار سرّا عدة دول عربية وفي شمال أفريقيا سعى من خلالها إلى عقد تحالف استخباري يعقبه تعاون عسكري مكثف من أجل مواجهة مشروع تركي وصفه كامل بأنه الأخطر ضد المنطقة العربية منذ وصول الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة.
وبحسب صحيفة العرب، قالت المصادر إن كامل عرض معلومات فائقة الحساسية، على نظرائه في الدول التي زارها، عن التحركات والعمليات التركية في ليبيا وسوريا بالإضافة إلى التواجد العسكري في قطر.
وبدأت مصر توسيع دوائر تعاونها الأمني مع دول إقليمية وأخرى أوروبية معنية بالملف الليبي، لتطويق التدخل التركي. وتقول القاهرة إن هذا التدخل لن يقف عند ليبيا، وإنّ لدى أنقرة خطة أوسع تشمل دولا أخرى، ما يستدعي بناء جبهة إقليمية مناهضة له.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الرجل الأول في المخابرات المصرية ناقش مطولا الاستراتيجية التركية وخططها الجديدة في 2020، وعلى رأسها تحريك وكلاء وجواسيس لتركيا في الدول التي زارها بهدف تخريب الاستقرار ليتاح لأنقرة الإمساك بأوراق قوة جديدة في المنطقة تجعلها أكثر تحكما بشروط تفاهمات ومفاوضات مع الأوروبيين أو الروس والأميركيين.
وقال مصدر في القاهرة إن رئيس المخابرات المصرية نجح في تحقيق هدف أساسي من جولته، وهو “تكوين خلية أمنية عالية المستوى شبيهة بغرفة عمليات تضم ممثلين رفيعي المستوى عن أجهزة أمن هذه الدول لمواجهة المخطط التركي والرد عليه”.
وتتحفظ القاهرة على أسماء الدول التي زارها اللواء عباس كامل، ما يجعل خطة المواجهة تحقق النجاح في أكثر من اتجاه، وتمنع أيّ تواجد تركي عسكري إضافي في المنطقة، وتقوض وجوده الحالي في ليبيا وسوريا وقطر والصومال وغيرها.
ونقلت صحيفة العرب عن المصدر في تصريح خاصّ أن أردوغان يعاني داخليا بسبب توسع دائرة الغاضبين من التورط التركي في الملفات الخارجية، وأن الغضب امتد إلى مختلف المؤسسات والشخصيات العسكرية والأمنية العليا، فضلا عن الحزب الحاكم، الذي يتزايد فيه حجم الرافضين لاستراتيجية الرئيس التركي للتدخل في ليبيا بعد الأزمة المعقدة للقوات التركية في سوريا.
وكالات