مركز الأخبار
كما في كل الحرب الداخلية الطويلة في البلدان ذات التنوع العرقي والطائفي والديني، تتكشف أمامنا أحد أهم عواقب مثل هذه الحروب ألا وهو تغير التركيبة الديموغرافية لسكان العديد من المناطق بسوريا على الصعيد العرقي والديني والطائفي.
كشفت مصادر مطلعة حول مجريات الاحداث التي تدور في شمال و غرب سوريا و بتزامن البدء بمعركة ريفي حلب الجنوبي والغربي من قبل الميليشيات الإيرانية مع معركة سيطرة النظام السوري على ريف إدلب والطريق الدولي، هدفها الوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة المكونة من الطائفة الشيعية وذلك للثأر والانتقام لقتلاهم في معاركها السابقة مع الجماعات المسلحة الموالية للدولة التركية .
وأضاف المصدر أن سبب الاتفاق حينها كان يحمل في طياته دلالات سياسية ومقدمة لعمل عسكري قادم للنظام السوري ولكي لا يشكل سكان البلدتين عامل ضغط على النظام السوري وإيران إذا ما هاجموا إدلب وبالتالي فإن اتفاق خروجهم أفلت تلك الورقة من يد الفصائل المسلحة الموالية لتركيا.
وعلى هذا الأساس قام إيران باستقدام وجلب مئات من ميليشياتها من شرق سوريا و تحديداً من مدينة دير الزور الى ضواحي مدينة حلب و دفعهم بأتجاه الخطوط الأمامية محاذية لتلك البلدتين، بغية السيطرة عليها من جديد.
بلدتي كفريا و الفوعة أغلب سكانها من الطائفة الشيعية في محافظة إدلب واللتان تحظيان برمزية كبيرة لدى الطائفة الشيعية في سوريا وبالنسبة للميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني.
البلدتان تقعان شمال مدينة إدلب بثمانية كيلو مترات تم إخلائهما وإجلاء سكانهما بتاريخ 18/7/2018 بموجب أتفاق سري بين الحرس الثوري الإيراني وهيئة تحرير الشام وبرعاية تركية وقطرية مقابل ترحيل مدنيين ومسلحين من مضايا والزبداني في ضواحي دمشق.
ومن بين أبرز ملامح الاصطفاف الطائفي في سوريا أن البلدات العلوية والشيعية حافظت على الولاء للنظام وقد لا يكون ذلك دائما حباً به بل خوفا من المعارضة التي باتت ذات صبغة طائفية أصولية واضحة.
عملية التهجير أو التطهير الطائفي لا تقتصر على إدلب فقط، ففي منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية والواقعة شمال مدينة حلب، أقدمت الفصائل السورية المعارضة التي شاركت تركيا في احتلال المنطقة في أبريل/ نيسان الماضي على تدمير كل معابد الأقلية الأيزيدية هناك وأجبرت من بقي منهم هناك على تغيير دينهم إلى الاسلام.
herdem-news