طوكيو ـ حذرت الولايات المتحدة الأميركية من أن هجوما أحاديا من جانب تركيا على المقاتلين الأكراد في سوريا سيكون غير مقبول، وتعهدت بتسريع المحادثات لمنع مثل هذا العمل.
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الثلاثاء إن أي عملية تركية في شمال سوريا ستكون “غير مقبولة” وإن الولايات المتحدة ستمنع أي توغل أحادي الجانب.
وأضاف إسبر للصحفيين المرافقين له في زيارة إلى اليابان “نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول”.
ومضى يقول “ما سنفعله هو منع أي توغل أحادي من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة… للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا”.
فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء أن بلاده تستعد “للقضاء” على التهديد الذي تمثله وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا “في وقت قريب جدا”.
وقال أردوغان في خطاب متلفز في أنقرة “لتركيا الحق في القضاء على كافة التهديدات لأمنها القومي… انشاء الله سننقل العملية التي بدأت (بعمليات سابقة داخل سوريا) إلى المرحلة التالية في وقت قريب جدا”.
وحذرت تركيا في وقت سابق من أنها ستنفذ عمليات عسكرية شرقي الفرات لكنها أرجأتها بعد اتفاقها مع واشنطن على إقامة منطقة آمنة داخل سوريا على حدودها الشمالية الشرقية مع تركيا على أن تخلو من وجود وحدات حماية الشعب الكردية المسلحة.
لكن أنقرة اتهمت واشنطن بتجميد المساعي الرامية لإقامة المنطقة الآمنة وطالبت واشنطن بقطع صلاتها بالوحدات.
وكانت الوحدات حليف واشنطن الرئيسي على الأرض في سوريا خلال المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكن تركيا تعتبرها منظمة إرهابية.
وقال أردوغان إنه أبلغ روسيا والولايات المتحدة بالعملية لكنه لم يكشف عن موعد انطلاقها. وستكون العملية ثالث توغل تركي في سوريا خلال ثلاثة أعوام.
من جهتها، أدانت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة والمرتبطة بإدارة ذاتية يقودها الأكراد في شمال وشرق سوريا، تهديدات تركيا المتزايدة وحثت القوى الغربية على التحرك.
كما حذر قيادي كردي بارز الإثنين من أن تركيا ستبادر إلى شنّ هجوم ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا في “أول فرصة” تسنح لها، رغم سعي واشنطن إلى التهدئة وإيجاد حل يرضي حليفيها.
وقال القيادي الكردي وأحد مهندسي الإدارة الذاتية ألدار خليل “ما لم يتم ردع تركيا أو يحصل اجماع على قرار دولي لمنعها، فهي بالتأكيد في حالة هجوم”.
ويحاول الأميركيون وفق خليل “إقامة توازن.. وإيجاد صيغة وسطية” ترضي الطرفين. وتطالب أنقرة واشنطن بوقف دعم المقاتلين الأكراد.
وتمكنت تركيا إثر هجوم شنته مع فصائل سورية موالية لها العام الماضي من السيطرة على منطقة عفرين، ثالث أقاليم الإدارة الذاتية الكردية. إلا أن شن هجوم جديد لا يبدو اليوم سهلاً.
ويقول خليل “رغم عدم وجود وعود أميركية مباشرة، نعتقد أن وضع شرق الفرات لا يشبه وضع عفرين” متوقعاً أن “تواجه تركيا صعوبة في تحريك طائراتها في الأجواء ذاتها حيث تتواجد حركة طيران أميركية”.
وكالات