تراجع اهتمام الصحف البريطانية الصادرة اليوم بشؤون الشرق الأوسط، وذلك مقابل تغطية قضايا دولية أخرى، منها إلغاء الهند الوضع الخاص لكشمير، وحوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة.
ونبدأ جولتنا من صحيفة التايمز التي حذرت في افتتاحية من أن الهند وباكستان، القوتين النوويتين الجارتين، تقرعان طبول الحرب.
وترى الصحيفة أن على قادة العالم الإسراع بالفصل بين الدولتين في “النزاع المتهور” بشأن منطقة كشمير.
وكشمير هي المنطقة الوحيدة ذات الغالبية المسلمة في الهند، وهو واقع يزعج القوميين الهندوس في حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، بحسب الافتتاحية. وفي الوقت نفسه، تطارد باكستان مخاوف من احتمال تدفق كبير للهندوس على كشمير الهندية، حيث أن تغير ديمغرافية المنطقة سيؤدي إلى ترجيح الكفة الجيوسياسية هناك لصالح الهند، بحسب التايمز.
وتشير الصحيفة إلى أن فوز حزب مودي في الانتخابات التي أجريت الربيع الماضي جعلت صوت القوميين الهندوس أعلى.
وباعتبارها منطقة نزاع، هناك توازن دقيق في كشمير، بحيث أن أي استخدام للقوة من شأنه تهديد الوضع الأمني في جنوب شرق آسيا، بحسب التايمز.
وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة بوسعها، ويجب عليها، ممارسة ضغط على الجانبين كي يتراجعا. وكذلك بريطانيا في ضوء الرابط التاريخي بالدولتين قبل الاستقلال في عام 1947. وعلى بريطانيا تحديدا إدراك أن اندلاع الحرب لن يؤثر فقط على السلم العالمي وإنما كذلك على العديد من مدنها وبلداتها التي تعيش بها تجمعات آسيوية كبيرة.
وننتقل إلى صحيفة الغارديان، حيث نطالع مقالا للكاتب ديفيد شانزر بعنوان “كلمات ترامب مهدت السبيل أمام إل باسو”، وذلك في إشارة إلى الحادث الذي قتل فيه مسلح 22 شخصا داخل متجر بولاية تكساس الأمريكية.
ويسعى الكاتب في مقاله إلى تفنيد حجج أنصار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مواجهة الرأي القائل بأن كلماته وأفعاله ساهمت في ما حدث في مدينة إل باسو.
حجة أنصار ترامب الأولى بأن الرئيس لا يتحمل المسؤولية لأنه يدين العنف تعكس فهما خاطئا لكيفية نمو الإرهاب داخل الدولة، بحسب شانزر. ويوضح الكاتب أن تحول الأفراد من أنصار سلبيين لقضية ما إلى قتلة دفاعا عن هذه القضية يحدث حين يتم تضخيم شكواهم السياسية ونزع صفة الإنسانية عن أعدائهم.
لذا حين يصف ترامب المهاجرين بأنهم “غزاة”، فإنه يحفز أفرادا لهم شكاوى على التحرك، بحسب شانزر.
الحجة الثانية هي أن ترامب لا يتحمل المسؤولية عن حادث إطلاق النار لأنه يدين أيديولوجية تفوق البيض، وهو ما يرى الكاتب أنه يتعارض مع الحقائق، مشيرا إلى أن من أبرز المشاريع السياسية للرئيس الأمريكي تقليل نفوذ غير البيض.
ويضرب شانزر أمثلة على رؤيته بقرار ترامب في الأيام الأولى من رئاسته تعليق الهجرة من 7 دول ذات غالبية مسلمة، وتعليق العمل ببرنامج اللجوء. وبالإضافة إلى هذا هناك سياسة فصل أطفال المهاجرين عن آبائهم واحتجازهم في ظروف قاسية. وحين قال الشهر الماضي إن أعضاء البرلمان الذين ينتمون لأقليات عرقية وولدوا في الولايات المتحدة “أتوا من” دول أخرى، فإنه أقر المبدأ الأساسي لتفوق البيض وهو أن سواهم ليسوا حقا أمريكيين.
وأخيرا، بالرغم من أن ترامب لا يدعو أنصاره علانية لاستخدام العنف بما يتوافق مع أجندته، فإن خطابه حافل بأفكار عن استعمال القوة ونزع صفة الإنسانية عن الأفراد، بحسب الكاتب. ومن الأمثلة على ذلك أنه سمح لحشد في تجمع انتخابي بأن يهتف لمدة 13 ثانية “أعيدوها”، وذلك في إشارة إلى البرلمانية إلهان عمر. ويرى الكاتب أن هذا دعوة صريحة لاستخدام قوة الدولة لترحيل مواطنة ولدت خارج البلد.