يعمل المجلس الوطني الكردي مع الأعداء منذ بداية ثورة روج آفا، ويلعب بالقيم الوطنية للشعب الكردي، وأصبح طرفاً مؤازراً للدولة التركية ومرتزقتها في عفرين المحتلة.
في مرحلة بدء الصراع السوري ، شكلت الأحزاب الكردية حركة أطلق عليها “المبادرة الوطنية الكردية”. وتم الإعلان عن هذه الحركة في 11 أيار عام 2011. وبعد ذلك بوقت قصير تم تشكيل المجلس الوطني الكردي في 24 تشرين الأول من العام ذاته، بقرار من مسعود البرزاني وبمشاركة 11 حزباً. ويشير مراقبون إلى أن المجلس الوطني الكردي، الذي تم تشكيله في ذلك الوقت، تم تنظيمه خصيصاً للقضاء على “مبادرة الحركة الوطنية الكردية”. بعد انضمام 5 أحزاب أخرى إلى المجلس الوطني الكردي في أيار عام 2012، ضعف المجلس الوطني الكردي من جميع النواحي. حيث تم تشكيل المجلس الوطني الكردي من قبل 5 أحزاب تدار من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني. تأسس المجلس الوطني الكردي من قبل 11 حزباً كان لهم دور نشط في تشكيله. لكن بعض تصفية العديد من الأحزاب، أصبح المجلس الوطني تحت سيطرة 5 أحزاب يقودها الحزب الديمقراطي الكردستاني.
يتم تمويلهم من قبل أجهزة الاستخبارات التركية
الأحزاب والشخصيات التي تدير المجلس الوطني الكردي هي؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا – سعود الملا، الحزب الديمقراطي الوطني الكردي – طاهر صفوك، حزب المساواة الديمقراطي الكردي – نعمت داوود، حزب الإصلاح الكردي – فيصل يوسف، حزب يكيتي الكردي السوري – إبراهيم برو.
انضم قادة هذه الأحزاب الخمسة للاجتماعات الجارية في تركيا مرات عديدة، من أجل القضاء على منجزات ثورة روج آفا. كما عقدوا صفقات مع أجهزة الاستخبارات التركية. وتم تمويل هؤلاء السياسيين الخمسة من قبل الدولة التركية.
لم يناضل المجلس الوطني الكردي منذ تأسيسه من أجل الكرد في روج آفا. ثم انضم بعد ذلك إلى ما يسمى الائتلاف الوطني السوري، الذي يتألف بالكامل من مجموعات المرتزقة المدربة بشكل خاص لخدمة الأجندات السرية للدولة التركية في سوريا. فهم يتحركون وفق إرادة الدولة التركية. وهذه التنظيمات المرتزقة تقوم بمهمة استخباراتية للدولة التركية في سوريا.
كما لعب تنظيم المرتزقة هذا، دوراً في فتح الباب لاحتلال جرابلس والباب، من خلال تغيير لباس مرتزقة داعش.
لعب مرتزقة الائتلاف الوطني بما فيها المجلس الوطني الكردي، دوراً في احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي، وفي تهجير عشرات الآلاف من أهالي روج آفا .
المسؤول عن احتلال عفرين
قبل احتلال عفرين عام 2018 عُقد في مدينة ديلوك (عنتاب) اجتماع بمشاركة أعضاء المجلس الوطني الكردي. في هذا الاجتماع الذي تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام تم إنشاء “المجلس المحلي لعفرين” وتعيين حسن شندي رئيساً للمجلس. وهو من مدينة عفرين وعضو في حزب الحرية (آزادي) الذي انضم إلى المجلس الوطني الكردي عام 2011. في عام 2014، اتحد الحزب الديمقراطي الكردي السوري (البارتي) مع فرعي حزب الحرية (آزادي) بقيادة مصطفى جمعة ومصطفى أوسو، وحزب يكيتي الكردستاني لتشكيل الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا. وتم حل حزب آزادي. واستمر في وجوده داخل هذه الأحزاب وأصبح عضواً فاعلاً في المجلس الوطني الكردي. العضو الفاعل في المجلس الوطني الكردي مسؤول عن المجازر والاختطاف التي تجري بحق مئات المدنيين في عفرين. وفي الواقع يُظهِر هذا المثال مدى اهتمام المجلس الوطني الكردي بالقومية الكردية، التي يتخذ منها غطاء في كل مناسبة.
وقال شندي، في مقابلة مع صحيفة يني شفق التركية، المعروفة بقربها من حزب العدالة والتنمية في 1 نيسان عام 2018: “لا يمكن نزع بذور القمع التي زرعها حزب العمال الكردستاني في شهرين، للقضاء على هذا الخطر هناك يجب أن نعمل مع تركيا، يجب أن تصبح اللغة العربية لغة التعليم بدلاً من اللغة الكردية. ولكننا نريد أيضاً أن تكون اللغة الكردية درساً اختيارياً”. وشاركت مجموعات المجلس الوطني الكردي ضمن “الجيش الوطني السوري” في احتلال عفرين، بست كتائب تحت اسم كتيبة سمرقند. أعلن مسؤولو المجلس الوطني الكردي، أنه إضافة للجيش التركي ومرتزقة الجيش الوطني السوري، هناك 4 مجموعات مسلحة تابعة لهم منضمة لعملية احتلال عفرين.
نشرت وكالة “هاوار” وثائق سرية وتقارير ورسائل من 16 اجتماعاً تركياً مع مسؤولي المجلس الوطني الكردي وأجهزة الاستخباراتMIT والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK ومسؤولين أمريكيين في عام 2019. واحتوت التقارير، التي كتبها مسؤولو المجلس الوطني الكردي بأنفسهم، على معلومات مثيرة للاهتمام.
https://www.hawarnews.com/kr/haber/tkiliyn-enks-mta-tirk-h20983.html
اجتمع قياديو المجلس الوطني الكردي مثل إبراهيم برو وكاميران حاجو وعبد الحكيم بشار وسيامند حاجو وعبد الباسط حمو بين أعوام 2016 و2019؛ 16 مرة بالاستخبارات التركية في ديلوك وأنقرة واسطنبول، و12مرة مع وكالات المخابرات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني في هولير، و4 مرات مع المسؤولين الأمريكيين. وظهرت أسماء أعضاء المخابرات الذين شاركوا في الاجتماعات في الصحافة.
إن موقف المجلس الوطني الكردي، الذي لا يخدم النضال القومي الكردي، هو في الواقع لا يختلف عن موقف جبهة النصرة وبقايا مرتزقتها التي احتلت سري كانيه عام 2012، ومرتزقة داعش الذين استهدفوا الشعب الكردي بأمر من الدولة التركية عام 2014.
اليوم، تتشابه هجمات مرتزقة النصرة وداعش المدعومة من الدولة التركية، والهادفة إلى القضاء على ثورة روج آفا، مع هجمات الحزب الديمقراطي الكردستاني على لغة وثقافة وثورة روج آفا.
لم يتمكن المجلس الوطني الكردي الذي يتحرك مع الأعداء ويتعاون مع أجهزة الاستخبارات التركية منذ بداية ثورة روج آفا، من كسر إرادة الشعب الكردي. المجلس الوطني الكردي هو عقبة تقف في طريق الكيان السياسي لروج آفا. فالمجلس الوطني الكردي يؤازر الدولة التركية ومرتزقتها عندما يقعان في مأزق.
ANHA