مركز الاخبار
أزمة إنسانية حادة يعيشها أهالي في تل أبيض بريف الرقة في ظل افتقارهم لأبسط مقومات الحياة، ينتظرون الفرار من المنطقة، علهم يجدون مأوى يقيهم من انتهاكات المرتزقة الموالية لحكومة اردوغان.
وبحسب مدنيين، فقد أضحت الفوضى السمة البارزة للمدينة، وأصبحت مشاهد الموت روتينية، حيث يستيقظ سكان المدينة بين الحين والآخر على تفجير يذهب ضحيتهُ عدد من المدنيين.
ويقول ناشط مدني اخفى هويته لأسباب امنية ” لمراسل شبكتنا “، هناك عدة عمليات اعتقال تعسفي طالت عدداً من المدنيين في «تل أبيض»، وقام عناصر الفصائل باعتقال عدد من المدنيين واتهموهم بموالاة PYD، وتم استغلال ذويهم حيث يشترطون دفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم، وهذا الأمر يجري حالياً في المدينة بشكل واسع، كما ينفذ هذه العمليات عناصر تابعين للجبهة الشامية والعمشات غالباً.
ومنذ سيطرة فصائل المرتزقة السورية، بدعم من الجيش الاحتلال التركي، على تل أبيض في ريف الرقة الشمالي مطلع العام 2019، لم تهدأ الأوضاع في هذه المنطقة، ذات الغالبية الكردية من السكان، وشهدت فيها مؤخراً عملية التغيير الديمغرافي بشكل كبير بجلب المستوطنين من كافة محافظات السورية الأخرى بالإضافة الى جلب عوائل من بقايا داعش اليها من قبل الاحتلال التركي.
وتشهد المنطقة فلتان أمني، حيث تضرب تفجيرات من هنا وهناك اثر تناحر المرتزقة فيما بينهم، ما يؤكد حالة الفوضى والفلتان الأمني بسبب تراخي القبضة الأمنية للفصائل المرتزقة وانشغال أغلبها بالتجاوز والاعتداء على الأملاك الخاصة، والاعتقال خارج القانون والقتل، تحت عدة مبررات أبرزها الاتهام بالتعاون مع “قسد”.
وأوضحت المصادر، أن الاحتلال التركي لا يتدخل بشكل مباشر، و”هو ما يترك المجال أمام فصائل باتت معروفة لممارسة شتى أنواع الانتهاكات”.
وتشهد في الايام الأخيرة اقتتالاً بين جهاديو اردوغان على النفوذ، بين “أحرار الشرقية” و”العمشات”. وعدة فصائل أخرى.
وتحدثت مصادر، لـ”هردم نيوز”، عن وجود حالة استياء من قبل سكان تل أبيض وينتظر معظم السكان الى منفذ للهروب من المدينة لاسباب عدة ومنها لعدم انضباط عناصر جهادية مسلحة، وافتقارهم لابسط مقومات الحياة ناهيك عن اهمال الامور الخدمية في المدينة وعدم توفر مادة الطحين والخبز والتي تعتبر من المواد الرئيسة بالإضافة الى عدم وجود المواد البترولية والغاز، وقيام عناصر الفصائل بممارسة انتهاكات متعددة منها السرقة، النهب، هتك الاعراض منذ السيطرة على المدينة التي كانت تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، بعد اتهام أصحابها بالعمالة لـ “قسد”.
وينتهكُ الاحتلالُ التّركيّ كافّة المواثيق والقوانين الدّوليّة في “عدم التّعرّض للأماكن المدنيّة واحترام الممتلكات الثّقافيّة والمدنيّة” بحسب اتّفاقيّة لاهاي 1954. في حين هجّرَ الآلاف من المدنيّين، وحوّل المدارس إلى مقرّات عسكريّة، حتّى وصل به الأمر إلى تهجير المدنيّين من القرى، وتحويلها إلى قوعد عسكريّة.
وقال مصدر من “فصائل موالية للاحتلال التركي”، لـشبكة “هردم نيوز”، إن مجموعات تنتمي إلى فصائل بعينها لا تتوانى عن ارتكاب تجاوزات بحق المدنيين في كل المناطق التي تتمركز فيها، مشدداً على أن ذلك “يتعارض تماماً مع مبادئ وقيم الثورة السورية”.
يشار الى ان الجيش الاحتلال التركي والفصائل الموالية له اجتاحوا في 9 اكتوبر/ تشرين الاول 2019, مدينتي تل ابيض وراس العين والمناطق المحيطة بهما بمسافة تقدر بأكثر من 130كم على طول الحدود السورية التركية, وبعمق يصل الى 30 كم، ولاقت العملية العسكرية التركية تحت مسمى “نبع السلام” اعتراضات على المستوى العربي والعالمي.
herdem-news